إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



(تابع) خطاب الرئيس ايزنهاور في الإذاعة والتليفزيون في 20 فبراير 1957
"ملف وثائق فلسطين من عام 1950 إلى 1969، وزارة الإرشاد القومي، ج 2، ص 1209 - 1213"

         وإذا اعترفت الأمم المتحدة مرة، بأنه يمكن حل الخلافات الدولية باستعمال القوة، فإننا بذلك نهدم الأساس الذي أقيمت عليه المنظمة الدولية ونفقد الأمل في خلق عالم أفضل ويكون ذلك كارثة علينا جميعا.

         وإذا سلمت بأن تستعمل الولايات المتحدة نفوذها بأن تسمح لدولة بأن تغزو دولة أخرى ثم تضع شروطا لانسحابها، فإنني أشعر بأنني لست صادقا مع مستوى المنصب الذي انتخبت له.

         ومن الطبيعي أننا وجميع أعضاء الأمم المتحدة يجب أن نساند العدل والقانون الدولي وتنص المادة الأولى من الميثاق على أن هدف الأمم المتحدة هو القضاء على الأعمال العدوانية وسد الثغرات التي تهدد السلام، واستعمال الوسائل السلمية والعدل والقانون الدولي لحل الخلافات الدولية، ويجب الأخذ بعين الاعتبار بأن الامتثال للعدالة والقانون الدولي لا يأتي إلا باستخدام الوسائل السلمية.

         إننا لا نستطيع اعتبار الغزو المسلح واحتلال الدول الأخرى على أنها وسائل سلمية أو أنها وسيلة ملائمة لتحقيق العدل والامتثال للقانون الدولي.

         وإننا نؤمن بأنه يجب على الأمم المتحدة وأعضائها بذل جهود أكثر لتحقيق العدالة وضمان الانصياع للقانون الدولي للقضاء على هذا العمل العدواني وتفادي تدهور السلام، إن السلام والعدالة هما جانبان يكملان بعضهما بعضا.

         ولربما ارتكب المجتمع العالمي خطأ بعدم اهتمامه الكافي بهذه الحقيقة الأساسية وستسعى الولايات المتحدة من جانبها لإيجاد حلول لجميع مشاكل المنطقة بما يتفق مع العدل والقانون الدولي وسنسعى أيضا ضمن جهودنا هذه بأن نشرك جميع الأمم التي تتفق معنا بأن العدل والسلام لا يتجزءان.

         ولكن الأمم المتحدة تواجه مشكلة بما تريد أن تفعله بعد ذلك، وإذا لم تعمل شيئا ورضيت بتجاهل قراراتها المتكررة بشأن انسحاب القوات الغازية فإنها بذلك تقبل الفشل ويكون هذا الفشل ضربة قاضية لسلطة الأمم المتحدة ونفوذها في العالم. وللآمال التي علقتها عليها الإنسانية كوسيلة لتحقيق العدالة والسلام.

         إنني لا أؤمن بأنا تقصير إسرائيل يجب أن يقابل بالسكوت لأن الأمم المتحدة فشلت في تنفيذ قراراتها التي أدانت التي أدانت الاتحاد السوفييتي بالاعتداء على الشعب الهنغاري.

         يجب على الأمم المتحدة ألا تفشل وأعتقد أنه لمصلحة السلام أنه لا يوجد اختيار أمام الأمم المتحدة إلا أن تمارس ضغطها على إسرائيل بشأن تنفيذ القرارات الخاصة بالانسحاب وإننا بلا شك لازلنا نعلق آمالا على حكومة إسرائيل بأن ترى أنه من مصلحتها الفورية والمستقبلة أن تخضع للأمم المتحدة.

         وإذا قبلت مصر المبادئ الستة التي وضعها مجلس الأمن في شهر أكتوبر الماضي والخاصة بقناة السويس فإنها سترتبط بتأمين حرية الملاحة وحرية المرور في قناة السويس بدون تمييز كما ستتقيد بالمبدأ القائل بأن قناة السويس يجب أن تكون معزولة عن سياسة أية دولة.

         علينا ألا نقول. بأنه إذا انسحبت إسرائيل ستمنع مصر مرور السفن الإسرائيلية في قناة السويس أو في خليج العقبة وإذا قامت مصر بعد ذلك بخرق

<4>