إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب للفيصل بمناسبة تكريم ضيوف بيت الله الحرام(1)

          بسم الله الرحمن الرحيم

          أيها الإخوة المسلمون:

          أتقدم إليكم باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية، جيران بيت الله الحرام ومسجد رسوله بأطيب تحية، وأرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يحفظنا وإياكم ويجعلنا هداة مهتدين، حافظين لدين الله، متبعين لشريعته، قائمين بما أوجبه علينا من أداء فرائض الإسلام، والتمسك بما جاء به محمد صلوات الله وسلامه عليه.

          أيها الإخوة المسلمون:

          إن الله، سبحانه وتعالى، فرض الحج على عباده المسلمين لمزايا وأهداف سامية؛ منها تعارفهم، وتبادل الآراء فيما يصلح شأنهم في أمر دينهم ودنياهم، وليكونوا يداً واحدة في اتباع كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه. وإن في الحج ليتمثل أكبر لقاء بين المسلمين من شتى بقاع الأرض، وتتمثل فيه المساواة بين الكبير والصغير، وبين الغني والفقير، وهذا ما أراده الباري، جل وعلا، أن يبرزه حتى يكون دليلاً هادياً لجميع الأمم لأن الله، سبحانه وتعالى، لا فرق عنده بين كبير أو صغير ولا غني أو فقير، وإنما إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (الحجرات:13).

          أيها الإخوة المسلمون:

          إن الإسلام ليس احتكارا لأحد، لا لفرد ولا لجماعة ولا لشعب ولا لبلد، وإنما هو دين الله، سبحانه وتعالى، بعث به نبيه، صلوات الله وسلامه عليه، لجميع الأمم ولجميع الأقطار، سواء فيهم الأبيض والأسود، وسواء فيهم الملك أو الصغير، وسواء فيهم الغني أو الفقير، فمن أطاع الله، سبحانه وتعالى، واتبع شريعته، ونفذ أوامره، واجتنب نواهيه، فهو عند الله، سبحانه وتعالى، المقدم والفائز على من سواه.

          أما من تنكَّبَ ذلك وأعرض عنه، واستبدله بأي شكل من الأشكال، فهو عند الله، سبحانه وتعالى، مخذول مقصي عن رحمته، وهذا أكبر عقاب يمكن أن يطبق على بشر.


1. أم القرى العدد 2164 في 20 ذو الحجة 1386 الموافق 31 مارس 1967

<1>