إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          أيها الإخوة:

          إن سكان هذا البلد يزيدهم شرفاً واعتزازاً أن أنعم الله، سبحانه وتعالى، عليهم بالقيام على خدمة هذه الأماكن المقدسة، وعلى خدمتكم أيها الإخوان؛ حينما تأتون تؤدون فريضتكم وتقضون مناسككم، وهذا نعتبره أكبر فخر وأكبر نعمة نعتز بها بعد نعمة الإسلام.

          أيها الإخوة المسلمون:

          إن الدعوة الإسلامية، حينما انبثقت من هذه الأماكن وشع نورها جميع أقطار الأرض، كانت دعوة خيرة تدعو إلى السلم، وتدعو إلى الحق، وتدعو إلى العدل، وتدعو إلى المساواة، وهذا ما تحققه شريعتنا الغراء، وهذا ما يجب علينا أن نتأسى به ونتمسك به.

          وإنكم، في عصركم اليوم، تتعرضون لتيارات ولمساع تحاول أن تصرفكم عن دينكم، وأن تستبدل دينئ الإسلام بأديان أخرى، وأن تستبدل الشريعة الإسلامية بمذاهب وشرائع وقوانين ما أنزل الله بها من سلطان.

          ولذلك فكان لزاماً عليكم، أيها المسلمون جميعاً، قادة وجماعات، وشعوباً، أن تدفعوا الشر عن دينكم وعن شريعتكم، وأن تتمسكوا بحبل الله القويم، لا لشيء إلا لمصلحتكم أنتم ولعزتكم، ولكرامتكم، ولنتمكن من غفران ورحمة ربكم سبحانه وتعالى.

          وإنه مهما قال المبطلون أو لبَّس الملبسون على الدعوة الإسلامية، فإن الله سبحانه وتعالى، ناصر كتابه وأنبيائه وعباده المؤمنين، فمن أراد لنفسه خيراً فليتمعن في هذه الشريعة الغراء، وليتخذ منها مناراً يهتدي به في جميع أفعاله وأقواله، أما من أراد الانحراف وأراد أن يلبس الباطل لباس الحق، فلستم منه في شيء، وإنما ذنبه على جنبه، والله سبحانه وتعالى، كما قلت: ناصر دينه وكتابه وعباده المؤمنين.

          لقد تقدم إخوة لنا من القادة المسلمين بدعوة كريمة إلى لقاء المسلمين، فأيدنا هذه الدعوة وحبذناها، ولكن ولسوء الحظ، قد شبه على هذه الدعوة، وأدخل عليها من النعوت والأوصاف ما هي براء منه، وكل ما نرجوه من الله، سبحانه وتعالى، أن يهدينا جميعاً، وأن يمن على إخواننا المسلمين في جميع أقطار الأرض، أن يثوبوا إلى رشدهم، وأن يتفكروا ويتدبروا أمرهم، وأن يجعلوا من أنفسهم أنصاراً لدينهم، لا أنصاراً ضده ولا محاربين له، فإن الله، سبحانه وتعالى، قد كفل نصر من ينصر دينه وجعل هذا حقاً عليه، سبحانه وتعالى، فرضه على نفسه.

<2>