إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          وإنه لمما يحز في النفس، أن نجد من بعض المسلمين من يقاوم الدعوة الإسلامية، أو لا يريد لها انتشاراً، فلو قاومها الأعداء أو غير المسلمين، لقلنا: هذا من شأنهم، ولكن أن ينبري لها جماعات من المسلمين يقف في سبيل الدعوة الإسلامية، فهذا ما نرجو الله سبحانه وتعالى أن يهدينا وإياهم للرجوع إلى سبيل الحق، وأن يلتقوا فيما بينهم، ويتباحثوا في أمر دينهم ومجتمعهم وشؤونهم، كما فرض الله سبحانه وتعالى عليهم حج هذا البيت ليتعارفوا فيما بينهم، وليقضوا تفثهم وليتشاوروا ويتدبروا أمورهم فيما بينهم، فهذه هي حكمة الحج، وإلا لما فرض على الناس.

          أيها الإخوة المسلمون:

          ربما بينكم من يود أن يسمع شيئاً عن مشكلة حاضرة اليوم، وهي وإن كانت مشكلة بين العرب، فهي مشكلتكم أنتم؛ لأن العرب وأنتم مسلمون، ولأن ما يهم العرب يهمكم، وكلكم أخوة وأحب في هذه المناسبة أن لا يفوتني أن أوضح بعض الشيء عن هذه المشكلة، وأقصد بهذه المشكلة المحزنة وهي مشكلة اليمن. هذه المشكلة التي فرضت فرضاً..

          فنحن أيها الإخوة؛ لم نسع لإيجاد هذه المشكلة، ولسنا راغبين في بقائها واستمرارها، وإنني أشهد الله ثم أشهدكم، أيها الإخوة المسلمون، بأننا ليس لنا أي غرض أو مطمع أو أي هدف في اليمن. ولا أن تستمر الدماء تسفك بين الإخوة وبين الأصحاب وبين ذوي الرحم والعقيدة الواحدة، فإن قتل يمني فهو منا، وإن قتل مصري فهو منا؛ ويعلم الله أننا لا نكن لإخواننا المصريين إلا كل محبة وكل إخلاص. ونتمنى من الله، سبحانه وتعالى، أن يعيد الأمور إلى مجاريها، وأن يحل الصفاء محل الجفاء وأن تحل الإخوة محل التنابذ، وأن ينهي هذه الخلافات التي أدمت قلوبنا، وأدمت قلوبكم، وأدمت قلب كل مؤمن بالله لا يريد إلا الخير لأمته ولدينه.

          إننا لا نريد شيئاً، إلا شيئاً واحداً وهو أن ننسحب نحنُ وإخواننا المصريين من اليمن، وأن نترك لإخواننا اليمنيين حل أمورهم بأنفسهم وتقرير مصيرهم بأنفسهم، دون أي تدخل لا مننا ولا من إخواننا في مصر، ولا من أي طرف كان، وهذا كل ما نطلبه.

          وإذا كان وعدنا أو عهدنا لن يحوز القبول أو الثقة، فإننا على استعداد لأن يأتي منكم، أيها الإخوة المسلمون، عرب وغير عرب، من يراقب تحركاتنا، حينما تترك القوات المصرية الشقيقة اليمن وتنسحب، فلتأت أي قوات منكم أو مراقبون على حدودنا، ونقبل هذا بكل ارتياح ليراقبوا عدم تدخلنا، فإذا نكثنا بهذا العهد، أو تراجعنا عنه، فلتكونوا أنتم القضاة الذين تحكمون علينا بأننا مجرمون.

<3>