إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل في حفل جمعية اتحاد المسلمين في لندن(1)

          بسم الله الرحمن الرحيم

          أخي الرئيس أخواني يسعدني أن أتقدم إليكم بشكري الجليل لهذه الفرصة المحببة إلى قلبي وهي اللقاء بكم كأخوة. إننا أيها الاخوة في زمان يمكن أن يطلق عليه القلق الفكري فلقد عانى العالم من التجارب في القرون الماضية ما عاناه بعد أن مزقت شملهم التيارات والاتجاهات المختلفة ولكن الله سبحانه وتعالى أراد خير البشرية فبعث رسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه  بأعظم رسالة وأعدل رسالة وقد افتتح سبحانه وتعالى قرآنه الكريم بالاسم الكريم وهو: بسم الله الرحمن الرحيم فمعنى الرحمن الرحيم هو أنه رحمان بخلقه رحيم بعباده وقد أوصانا سبحانه وتعالى وفي نفس السورة بأن ندعوه أن يهدينا الصراط المستقيم حيث أنكم أيها المسلمون في إطلاق هذا الاسم عليكم ليس فقط في رسالة محمد صلوات الله وسلامه عليه ولكن الله سبحانه وتعالى قد لفظ هذا إلى أبي البشرية وهو إبراهيم عليه السلام حينما قال سبحانه وتعالى هو سماكم المسلمين وإن البشرة بعد أن أصاب المسلمين ما أصابهم من تفرق وانقسام وتمزق جربت عدة طرق للحياة وللحكم وقد مر عليهم عهود تحكمت فيها أنواع من الإقطاعية ومن الرأسمالية ومن التحكم والتجبر على الناس وعلى الفقراء وعلى من لم يكن له مركز يحميه من هذا التحكم ولقد استعبدت البشرية كقطاع من الحيوانات فلما ضاقت البشرية بهذا الأسلوب من الحياة فقط ثارت عليه ولكن هل هذه الثورة التي ثارت على هذا النوع من الحكم أتت بأحسن منه لقد رأينا الثورات في كثير من قطاعات العالم أتت بالهدم والتخريب واستعباد البشر أكثر مما كانوا عليه في أزمنة الإقطاع والرأسمالية.

          فإذا كان الإقطاع والرأسمالية والاستعمار كانت تمتص مصالح الناس، وتستولي على ثرواتهم، فإن هذه الثورات التي أتت أخيراً، هي لتفقد البشر شخصيته كإنسان أو كبشر يمكن أن يعيش بحرية وحسب ما يريد ولذلك فنحن بين أمرين أما العودة إلى تحكم رأس المال والإقطاع أو الاستمرار في طريق الهدم والتخريب ولكن هناك طريق آخر يمكن أن ينقذ البشرية مما هي فيه من صراع بين التحكم وبين الهدم والتخريب هذا الطريق هو العودة إلى رسالة السماء التي أرسلها الله سبحانه وتعالى لعباده وأوجد فيها كل ما يلزمهم في مصالحهم في دينهم ودنياهم إن الرسالة الإسلامية تحفظ للإنسان كرامته وحريته واستقلاله وكذلك تحفظ له كسب العيش الحلال بالطريق الصحيح وإقرار العدالة الاجتماعية وتحقق كذلك حل المشاكل بين بني البشر بالطرق الإنسانية والسلمية وفي نفس الوقت هي أكبر دافع وأكبر ما تحقق لتقدم البشرية ورقيها ولذلك أيها الاخوة راعي بعض ذوي


1. أم القرى العدد 2171 في 10 صفر 1387 الموافق 19 مايو 1967

<1>