إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



الضمائر  الحية من زعماء المسلمين أن ينتهجوا طريق الدعوة إلى التضامن الإسلامي للقاء المسلمين فيما بينهم وكان الصد من هذا هو كما تفضل سيادة الأخ في كلمته هو تحقيق قوله سبحانه وتعالىوَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ (الشورى:38)، ولكن، لسوء الحظ ،أننا وجدنا قسماً من المسلمين يعارضون هذه الدعوة، لا لشيء إلا لأغراض نحن لا نعلمها، وإن كان بعض الناس يتكهنوا أنها لأغراض موجهة من الخارج، لقد أطلقوا على هذه الدعوة أسماء ونعوتا مختلفة، ويصفونها بالأحلاف ووصفوها بالسياسات الاستعمارية ووصفوها بالسياسة الرجعية، ولذلك أيها الاخوة تقدمنا إليهم وطلبنا منهم أن يشاركوا في العمل في هذا الدعوة، وإن يروا بأنفسهم إذا كانت هذه الدعوة موجهة إلى الاستعمار أو أن لها أغراضاً أخرى، خلاف ما هو موجود في كتاب الله وسنة رسوله، فعليهم أن يحاربوها وإن يطرحوها، وإني أشهدكم، بعد الله، على أننا لا نريد في دعوتنا هذه إلا خير المسلمين في كل أقطار العالم، ولذلك سمحت لي نفسي أن اشرح هذا الموضوع أمامكم، حتى تكونوا شهوداً، ونحن نقول لإخواننا من المسلمين المعارضين لهذه الدعوة، كما قال سبحانه وتعالى:تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ (آل عمران:64). وندعو إلى تحكيم القرآن والشريعة الإسلامية، كقانون أساسي ودستور للمسلمين، ومن يدعي أن تحكيم الشريعة الإسلامية سيكون عائقاً أو مؤثراً على تقدم الشعوب أو البلاد، فهو بين اثنين، إما جاهل لا يفهم من الشريعة الإسلامية شيئاً، أو انه جاحد ومعاند، ولهذا السبب فإنني أدعوكم أيها الإخوة وأدعو جميع المسلمين في أقطار الأرض أن يتفهموا أو أن يفهموا نشأهم حقيقة القرآن وحقيقة الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية وإنني على يقين صادق أن من درس الإسلام وتعمق في الشريعة الإسلامية سوف لا يجد لها بديلاً في صالح البشر والبشرية ولا بد أن كثيراً منكم أيها الاخوة قد سمعوا من غير المسلمين شهادة تشهد بأن الشريعة السلامية هي أفهم كل الشرائع أو القوانين لمصلحة البشر لذلك أيها الإخوان فإننا عاقدون العزم، بحول الله وقوته، أن نمضي في طريقنا في الدعوة إلى الله، وإلى ما جاء به محمد صلوات الله وسلامه عليه، وإلى أن نتآخى ونتعاون فيما بيننا لمصلحة المسلمين جميعاً، وإننا في دعوتنا هذه لا نقصد الإضرار بالغير، بل بالعكس نريد أن يكون بيننا وبين غيرنا من غير المسلمين شيء من التعايش والعلاقات الحسنة، إذا لم يحاولوا الاعتداء على معتقداتنا أو على أوطاننا، نحن لا يمكن أن نتساهل في أن يعتدي على معتقداتنا، نحن كذلك في سياستنا ندعو إلى حرية تقرير المصير لكل شعب بنفسه، ونحن كذلك ندعو إخواننا من الأقليات الإسلامية في البلاد الغير إسلامية أن يكونوا مواطنين صالحين لا يسعوا بضرر ولا بعداء لأحد ولكننا في نفس الوقت ندعو هذه الدول التي يوجد فيها أقليات إسلامية أن تعطي لهذه الأقليات حريتها في ممارسة معتقداتها وفي العيش بسلام كمواطنين صالحين ومن هذا إليها الإخوان يتبين لكم اننا لا نقصد عداء لأحد وإننا لا نريد أن نؤذي أحد ولكننا في نفس الوقت لا نريد أن أحداً يعتدي علينا أو يؤذينا وإننا أيها الاخوة لنؤكد لكم بأن إخوانكم في المملكة العربية السعودية سيشدون أزركم ويساعدونكم بكل إمكانياتهم في سبيل دعوتكم الخير وبسبيل تضامنكم الرشيد ولا يفوتني في هذه اللحظة أن أتقدم بالشكر للسلطات المحلية في هذه البلاد التي سهلت لكم ممارسة معتقداتكم وممارسة أعمالكم كمواطنين أو مهاجرين أو ضيوف وإنني في ختام كلمتي أرجو أن تقبلوا مني أحر التشكرات والتمنيات، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم لما فيه خير الإسلام والمسلمين، وما فيه خير البشرية إن شاء الله.


<2>