إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



خطاب سمو الأمير فيصل
في حفلة افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشورى
(أم القرى العدد 1390 في 8 ربيع الأول 1371 الموافق 7 ديسمبر 1951)

          "نسأل الله، سبحانه وتعالى، أن يوفقنا جميعاً للخير. قبل كل شيء، أحب أن أنوه، بما تفضل به حضرة صاحب الجلالة، بشكره العظيم وممنونية جلالة، مما قام به المجلس، في دورته الماضية. وهذا، طبعاً، فضل جلالته تشجيعاً للمجلس وللأمة جميعاً، على توخي ما فيه الصالح العام، وتتبع خطوات جلالة الملك المعظم، في الإصلاح، والرغبة في كل خير. ولا شك أن خطيب المجلس، قد كفاني مؤونة سرد ما قامت به الحكومة في السنة الماضية من أعمال. وهذا طبعاً يستوجب الشكر للمجلس وللخطيب. ولكن المأمول في الجميع، بحوله وقوته، سواء المجلس أو الحكومة، أن يكون الهدف في الأعمال، هو الصالح العام، وأن تكون الأعمال تنفيذية أكثر منها قوليه. لا شك أنه لا يمكن إدراك كل ما هو في النفوس دفعة واحدة، ولكن هذا لا يعني أن نعلل أنفسنا بالتمنيات، أو بالوعود، أو تحري  الألفاظ من الجهات المختصة، فيما تتقدم به من مشاريع، أو اقتراحات، أو آراء، أو نصائح، فالمهم في ذلك، هو العمل، وليس القول.

          ويسرني جداً، أن أسمع، في هذه الدورة، في خطاب المجلس، شيئاً من الروح الوثابة، التي تعبر عما هو مطلوب من المجلس، من حق الرقابة، وحق استنهاض الهمم، في كل ما يتطلبه الصالح العام. وأرجو أن يكون هذا رائد المجلس، وأن يكون عند حسن ظن جلالة الملك المفدى، والأمة، والحكومة؛ لأن المهم، كما قدمت، هو العمل، وليس القول، ولا يكفي أن يشكر المجلس الحكومة، ولكن عليه أ، يقوم بمهمة إرشادها، وتنويرها، إلى ما هو مطلوب منها. وهذا أكبر دليل على التعاون، على أداء الأمانة، التي وضعت على كاهل المجلس، من قبل الأمة، ومن قبل جلالة الملك، وفي نفس الوقت، يجب علينا أن نتوخى، في أقوالنا ومرئياتنا، ما هو في الإمكان، من ناحية ومن الناحية الثانية، تقديم الأهم على المهم، وأن يكون رائدنا هو الصالح العام، وليس مجرد العاطفة أو الميل. وإني متوقع، بحوله تعالى، أن سيكون.

          وهناك بعض أشياء لم تذكر، مما تم إقراره أو الشروع في تأسيسه. مثال ذلك:

1.

تأسيس مصنع للذخيرة الصغيرة في "الخرج". وهذا وضع أساسه، وسيتم قريباً العمل به، إن شاء الله.

2.

اعتزام الحكومة إنشاء مباني فنية للكرنتينات بجدة، فقد تمت الإجراءات فيه، وطرح في المناقصة، وسيبدأ به في أقرب فرصة.

3.

وهناك أشياء لا يزال النظر جارياً فيها، ولا أحب أن أستبق الحوادث، حتى تتم إجراءاتها.

          على كل حال، فإن حكومة جلالته سائرة في طريقها، معتمدة في ذلك على الله، ثم على توجيهات صاحب الجلالة، وثقة الشعب، وإخلاص المسؤولين، في سبيل ما يتطلبه الواجب من أعمال. هذا ما حضرني، الآن، في هذه اللحظة، وعلى كل، المستقبل أمامنا، والمسؤولية عظيمة. وكل ما نرجوه، من الله أن يسدد خطانا، وأن يلهمنا الرشد، وأداء الأمانة بإخلاص، وأن يجعلنا دائماً هداة مخلصين مؤمنين عاملين، لكل ما فيه الخير، إن شاء الله.