إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الفيصل في حفل العشاء الذي أقامه الملك بودوان ملك بلجيكا في بروكسل(1)

          يا صاحب الجلالة، أصحاب السمو، أيها السادة إنه ليسعدني في هذه المناسبة السعيدة التي أتحتموها جلالتكم بدعوتكم الكريمة التي تفضلتم ووجهتموها إلي لزيارة بلدكم العظيم. يسعدني أن أتقدم إلى جلالتكم ببالغ الشكر والامتنان، لما لقيته في رحابكم من تكريم وشعور نبيل، وما لقيته لدى شعبكم العظيم من حسن استقبال، إن دلَّ على شيء، فإنما يدل على عظمة هذا الشعب وتقديره لعلاقات الصداقة التي تربط البلدين والشعبين.

          يا صاحب الجلالة؛ إن الجميع يعلمون ما مرّ على هذه البلاد في خلال نصف القرن الماضي من حروب أدّت إلى تدميرها، وإلى محو كل شيء فيها تقريباً. وقد كنت ممن شاهدوا ذلك في أعقاب الحرب العالمية الأولى ولكن هذا البلد العظيم، بجهود أبنائه الكرام، وقيادة جلالتكم العظيمة، قد أعاد لهذه البلاد مكانتها بين الدول، وفوق ذلك أصبحت هذه البلاد تعتبر المركز الرئيسي الاقتصادي والتجاري في العالم، وذلك طبعاً لما عرف عن أبناء هذا البلد من شجاعة وإقدام وتحمل ورغبة في التقدم والرقي، وإنني أعتقد كذلك أن لقيادة جلالتكم الحكيمة دخل كبير في توجيه هذه المجهودات إلى خير ما يرجوه أبناء هذا البلد، لقد تفضلتم، جلالتكم، وذكرتم عن بلادي وما تتطلع إليه في مستقبلها من تقدم وازدهار، ولا شك أننا لا ندعي أننا عملنا شيئاً كثيراً لبلادنا حتى الآن، ولا نزال نطمح إلى المزيد من التقدم ورفاه الشعب وخيره واستقراره، وإنني لعلى يقين بأن في إمكان بلدكم العظيم وشعبكم الكريم المساعدة في نهضة بلادنا الاقتصادية والصناعية والزراعية، وإننا نرحب كل الترحيب بما تقدم هذه البلاد من معونات فنية لبلادنا لمصلحة الطرفين، ونحن على يقين أن ما يربط البلدين، من روابط الصداقة والتعاون، كفيل بأن يحقق ما نرجوه جميعاً، إننا يا صاحب الجلالة ـ كما تفضلتم ـ دستورنا القرآن الكريم وشريعتنا الإسلام، وهذا الدستور وهذه الشريعة هي القائد لنا لخدمة بلادنا ووطننا، وإننا جميعاً نلتقي في علو وفي ملتقى روحي سام واحد؛ لأننا جميعاً نؤمن بالله، وهذا الإيمان هو قاعدتنا الأساسية التي ننطلق منها لإصلاح حالنا وإصلاح مستقبلنا. اسمحوا لي يا صاحب الجلالة، نيابة عن شعب المملكة العربية السعودية، وعن زملائي في الوفد، أن أعبر لكم عن خالص شكرنا وامتناننا على ما لقيناه في رحابكم من كرم الضيافة ومن حسن الاستقبال التي تعبر عن عواطف جلالتكم وشعبكم العظيم نحو بلادنا وشعبنا، وإنني لأرجو الله مخلصاً أن تدوم هذه العلاقات بين البلدين والشعبين في سبيل خيرهما جميعاً، وفي سبيل خير البشرية والسلام العالمي المبني على الحق والعدل".


 


1. أم القرى العدد 2173 في 24 صفر 1387 الموافق 2 يونيه 1967

<1>