إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



لنصرة دينهم وللدفاع عن مقدساتهم؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - قد فرض علينا ذلك. وقال في محكم التنزيل "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه".

إخواني:

          إن الأكباد لتتفطر، وإن الجوانح لتتمزق، حينما نسمع أو نرى إخوة لنا في الدين وفي الوطن وفي الدم تنتهك حرماتهم ويشردوا، وينكل بهم يومياً، لا لشيء ارتكبوه، ولا لاعتداء اعتدوه، وإنما لحب السيطرة ولحب العدوان فقط، ولارتكاب الظلم، وإننا، مع الأسف الشديد، لم نر في عالمنا اليوم تقديراً أو اعتباراً لما يرتكب اليوم تجاه هؤلاء الإخوة من مظالم وعدوان وانتهاك للحرمات، وكل ما ندعو إليه أن نحل هذه المشاكل بالطرق السليمة والطرق الدبلوماسية، فيا لله العجب حينما اعتدى الصهيونيون على العرب منذ عشرين سنة، فهل ارتفع صوت يدافع عن العرب، أو يقول للصهيونية الفاسقة قفي؟ لم نسمع ذلك، ولكننا نسمع اليوم من ينادي ويقول للعرب: قفوا مكانكم، فهل هذا حق أو هل هذا عدل؟! حاشا لله.

          وحينما أقول العرب، لست أقصد سكان البلاد العربية، ولكنني أقصد إخواني المسلمين في كل قطر وفي كل مكان من العالم؛ لأن العرب ليسوا وحدهم، فالعرب هم جزء لا يتجزأ من إخوتهم المسلمين في كل أقطار العالم.

          وإنني أيها الإخوان لست بهذه الكلمات أحاول أن أثير مشاعركم، أو استهويكم إلى شيء لم يحدث أو لم يجر أمام أنظار العالم أجمع، وفي إمكان أي مكابر أو معاند من الآخرين يدعي خلاف ذلك أن يأتي إلى المناطق المعتدى عليها وليرى بنفسه ما يرتكب في هذه المناطق من جرائم وعدوان تشمئز لها نفس أي فرد مهما كانت منزلته ومهما كانت قدرته.

          إخواني: إننا في هذا البلد الشريف، الذي شرفنا الله سبحانه وتعالى بخدمته والقيام على خدمتكم كإخوة، نرحب بكم وندعو الله، سبحانه وتعالى، أن يجعلكم دائماً أنصار للحق، هادين مهتدين معتصمين بحبله سبحانه وتعالى في كل الأمور دينية ودنيوية، وإننا ندعو إخواننا في جميع أقطار العالم من المسلمين أن يتكاتفوا، وأن يتعاونوا، وأن يتضامنوا فيما فيه صالحهم وخيرهم لحاضرهم ومستقبلهم، معتمدين على الباري، سبحانه وتعالى، أن يوفقنا جميعاً لكل ما نصبو إليه، وأن يجعلنا جميعاً هداة مهتدين، أنصاراً للحق، ومدافعين عن حقوقنا بكل ما نملك من قوة.

          وأرجو أن لا يأتي الموسم القادم إلا وقلوبنا ونفوسنا مرتاحة بحوله تعالى في صدّ هذا الهجوم وهذا العدوان الغادر على أمتنا الإسلامية وعلى مقدساتنا، وأن يجعلنا دائما عند حسن ظننا بربنا، وأن يوفقنا لعمل كل خير، وأن يجعل حجكم مبروراً وسعيكم مشكوراً، إنه على كل شيء قدير.

          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


<3>