إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



          نرجو الله مخلصين أن يتم على الجميع نعمه، وأن يرزقنا التمسك بهذه الأخلاق واتباعها لأنها هي الأخلاق التي تبقى وكما ورد في بعض الأقوال:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

          فبحول الله وقوته، إننا نرتكز إلى أفضل شريعة، وإلى أفضل منبع للتشريع أو للتقنين وللتنفيذ، وهي شريعتنا الإسلامية الغراء.

          يا صاحب الجلالة، لا أريد أن أكرر القول، وإنما أريد أن أقرر الوضع، وهو أنكم في بلدكم المملكة العربية السعودية لستم ضيوفاً ولستم غريبين، وإنما خذوها كلمة مخلصة ليست علي فقط ولكنها عن كل فرد من أبناء هذا الوطن، فإنكم في بلدكم وفي بيتكم الخاص وبين أهلكم وعشيرتكم، فإذا، لا سمح الله، وحدث شيء من القصور والنقص في لقاء أو استقبال جلالتكم في هذه البلاد، فليس منبع ذلك هو عدم الاكتراث أو الاهتمام، وإنما هو لأنكم حللتم في بيتكم وبين أهلكم، فأنتم في داركم وبين إخوتكم. ونرجو من المولى، سبحانه وتعالى، أن يهبكم الصحة، وأن يعينكم على تحمل المسؤوليات الجسام التي تنهضون بها في خدمة أمتكم ووطنكم للوصول بها إلى المركز اللائق بها بين أقطار العالم، فليس ببعيد عنا ما تقومون به، جلالتكم وحكومتكم الرشيدة، من أعمال جبارة في سبيل رخاء المواطن، وفي سبيل رفع المستوى لشعب المملكة المغربية الشقيقة، وهذه المشاريع الناطقة التي تبين عن نفسها، وجلالتكم تسهرون عليها وعلى تنفيذها وعلى مراقبة الأعمال فيها ليلاً نهاراً، فهذا ليس بغريب وليس ببدع أن يكون الحسن بن محمد بن يوسف بهذا الشكل، فهذا الأصل الكريم والفرع النامي الفاضل لا يستغرب عليه القيام بالأعمال الخيرة والنهوض ببلده وأمته، وإنما لو فعل غير ذلك لكان هذا هو النشاز.

          إنني يا صاحب الجلالة، لست في حاجة أن أقدمكم إلى إخوتكم في هذه البلاد، فإنكم لستم في حاجة إلى ذلك، وليس في هذا البلد فرد واحد لا يعرف عنكم الكثير ولا يسمع عنكم الكثير. لذلك فقد اكسبتم محبة كل فرد وتقدير كل فرد في هذه البلاد، لما تقومون به من أعمال جبارة وإصلاحات كبيرة في بلادنا المغرب الشقيق. أرجو الله، سبحانه وتعالى، أن يهبكم العون، وأن يأخذ بيدكم إلى أن تصلوا إلى ما تصبون إليه في سبيل دينكم وأمتكم ووطنكم. وقبل أن أختم كلمتي، أحب أن أعيد الشكر لجلالتكم ولإخواننا في المغرب الشقيق، على كل ما لقيناه وما نلاقيه وما يلاقيه أي فرد من هذه البلاد تطأ قدمه أرض المغرب الشقيق وإننا لا نعتبر أنفسنا في بلد آخر، وإنما في بلدنا وبين أهلنا، وإننا نأمل، بحول الله وقوته، أن تكون نتيجة مساعي جلالتكم واتصالاتكم الشخصية بإخوانكم في البلاد الإسلامية والعربية، أن يكون من نتائجها توحيد الصف ولم الشمل وتعاطف القلوب على بعضها، لنخلص لديننا ولنرفع أكف العدوان والأذى عن أوطاننا، وأبناء أوطاننا ولنقف صفاً واحداً في وجه أي عدوان من أي جهة كانت، وأرجو الله سبحانه وتعالى، أن يجعل على يدكم كل خير، وأن يوفقنا جميعاً إلى أن نكون عند حسن ظن إخوتنا من المسلمين والعرب، وأن يهدينا جميعاً سواء السبيل، إنه على كل شيء قدير.

          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


<3>