إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          فنحن أيها الإخوة يجب علينا أن لا ننتظر من أعداء الإسلام أي إنصاف، أو أي إصغاء لحجتنا، أو لمنطقنا. ولكننا يجب علينا قبل كل شيء أن نعود إلى ربنا، سبحانه وتعالى، وأن نستعيد إيماننا بالله وتمسكنا بعقيدتنا والسعي بإخلاص للدفاع عن أنفسنا، وعن كرامتنا، وعن مقدساتنا بكل ما أوتينا من قوة. فنحن لسنا معذورين ونحن لسنا، ولله الحمد، من الضعف إلى الدرجة التي تعجزنا عن أن نقوم بواجبنا، ولكننا في حاجة فقط لقوة الإيمان والإخلاص في العمل والعزيمة على التنفيذ.

          لا أجدني في حاجة إلى أن أشرح لكم، أيها الإخوان، شيئًا مما نحن فيه اليوم، فالكل يعلم ذلك والكل يشعر بعظم النكبة والكل يرى بعينه ويلمس ما تتعرض له اليوم الأمة الإسلامية من عدوان فظيع لم يسبق، أيها الإخوة، في التاريخ أن اعتدى على أمة أو على شعب في عقر داره، وطرد من بيته، ومن أرضه، ومزق شر ممزق، ومع ذلك يستنكر عليه أن يدافع عن أرضه، وعن نفسه، وعن أهله، وعن حرماته. لم يسبق أن اعتدى على أي ديانة من الديانات بمثل ما اعتدى على الإسلام اليوم في انتهاك مقدساته ليس، فقط بالتهديم، والإحراق، والتخريب، ولكن بامتهانها بما يجري فيها من أفعال مخزية حتى أنهم اتخذوا من حرم القدس الشريف مكاناً لاستعمال الفواحش ولإظهار التحلل الخلقي وكل هذا إمعاناً منهم، أيها الإخوان في إهانتنا ودوس كرامتنا.

          فلهذا لا أجد اليوم لنا أي عذر أو أي مبرر أن نتقاعس أو نتأخر عن أن نعمل، ونعمل بجد، وأن لا تكون اجتماعاتنا ولقاءاتنا هي عبارة عن خطب أو كلمات رنانة أو قرارات تتخذ، ولكن يجب أن تكون أعمالاً وأفعالاً يراها البعيد والقريب، ويحس بها الصديق والعدو، وأن لا ينطبق علينا قوله سبحانه وتعالى يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ (آل عمران:167).

          فإنني أربأ بنا جميعاً، إن شاء الله، أن نكون من هذا الصنف فإذا قلنا يجب أن نفعل، وإذا قررنا يجب أن ننفذ، كما قلت لا يجب أن ننتظر من أعدائنا أعداء الإسلام أي إنصاف أو أي مساعدة حتى ولو قال أحد منهم: إنهم يساعدوننا أو يؤيدوننا فهذا لا يتعدى اللفظ فقط، ولكن في الحقيقة هم ليسوا معنا، وإننا في العشرين سنة الماضية رأينا ولمسنا من كل الأطراف وكل الجهات ما إذا كانت مواقفهم معنا وما إذا كانت أعمالهم بالنسبة لقضيتنا، أيها الإخوة، واسمحوا لي إخواني إذا أطلت في هذه النقطة فإن هذه النقطة اليوم هي محك أو شبه اختبار لنا فيما نعمله أو ما نقوم به من أعمال، ولأننا يجب أن نقتصر كذلك على هذا الأمر وأن يكون هدفنا هو ارتباطنا دائماً، وتعاوننا دائماً، وتماسكنا فيما بيننا على أساس من الإيمان، والإخلاص، والعقيدة، والتعاون، ونحن في عملنا وفي تعاوننا وفي تعاضدنا نحن لا نقصد شراً بأحد لا نريد إلا كل خير، ولكننا في نفس الوقت لا يمكن أن

<2>