إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الفيصل في الجزائر(1)

          بسم الله الرحمن الرحيم

          فخامة الأخ الكريم:

          إنه ليسعدني أن أتقدم إلى فخامتكم وإلى الإخوة الكرام في هذا البلد الشقيق، بعظيم الشكر والامتنان لما لقيناه من حسن الاستقبال ومن الإكرام الذي ليس غريباً على شعب عرف بالنبل والكرم والإيمان بالله.

          أيها الأخ الكريم:

          إن ما تفضلتم به مما تتبعه الجزائر الشقيقة في سياستها وفي أهدافها هي نفس ما تتجه إليه شقيقتكم المملكة العربية السعودية. إنني أيها الأخ الكريم يشرفني أن أنقل إلى فخامتكم وإلى إخواننا في هذا البلد الشقيق تحيات وتقدير محبة إخوانكم في المملكة العربية السعودية. إنَّ ما يربط الشعبين من علاقات ومن روابط في العقيدة وفي الدم واللغة، وفي المصير، غني عن البيان وقد تفضلتم وأبنتم في ذلك بما لا يدع مجالاً للتكرار. ولا شك أننا لو أردنا أن نعدد مكارم هذا الشعب وإخلاصه وكفاحه في سبيل دينه، وحريته، واستقلاله لم نجد الكلمات التي تفي بإبراز هذه المعاني وإعطائها حقها.

          إن كفاح هذا الشعب أصبح مثلاً يحتذى به في جميع أطراف العالم لأن كفاح الشعب الجزائري ليس فقط في السبع السنوات الأخيرة، ولكنه امتد إلى أكثر من مِئة سنة، فقد قدم هذا الشعب من الضحايا في سبيل كفاحه لنيل حريته واستقلاله ما لم يقدمه أي شعب آخر. ولا شك أن الله، سبحانه وتعالى، حيث علم بإيمان هذا الشعب وإخلاصه بشرف ونبل قد وهبه، ولله الحمد، النصر والتأييد حتى بلغ مناه من حرية واستقلال ولست أقول هذا مجاملاً ولا لأني أخ لكم أيها الأخ الكريم، ولكن هذا ما يشهد به العدو قبل الصديق.

          أيها الأخ الكريم:

          إن ما يخطو إليه أشقاؤنا في المغرب العربي من لقاء، وتفاهم، وسعي لحل جميع المشاكل والرواسب التي كانت وما توصلتم، ولله الحمد، من تفاهم مع إخوانكم في هذا الجزء من العالم العربي ليدعو إلى الفخر والاعتزاز. ومما يثبت أنكم أيها الإخوة في هذا الجزء من العالم العربي


1. أم القرى العدد 2326 في 14 ربيع الثاني 1390 الموافق 19 يونيه 1970

<1>