إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



          أيها الأخ الكريم:

          في هذه المناسبة لا يفوتني أن أشيد وأعتز بما توصلتم إليه مع أشقائكم في هذه البقعة العزيزة من تفاهم ومن ترابط، ومن تقديم الصالح العام على الصالح الخاص، فإن هذا ما يرفع رؤوسنا كإخوة لكم مخلصين لأننا نرى في الحق مصلحة ونرى كل ما يصيبكم من أضرار أو من مشاكل كذلك يضرنا ويجعلنا في نفس المشاكل ولكنا، ولله الحمد، قد اغتبطنا وعلا جوارحنا السرور حينما علمنا بما توصلتم إليه من تفاهم بينكم وبين إخوتكم، وإنني كما قلت في بدء الحديث أرجو أن تكونوا مثلاً لنا ولإخوتكم في مشرقكم العربي وأن نحتذي بالخطوات التي اتخذتموها وأن نصفي ما بيننا من خلافات إذا كان يوجد هناك خلافات، وفي اعتقادي أنه ليس هناك مشاكل أو خلافات، ولكن هناك حاجة قصوى إلى الإخلاص والتفاني في سبيل الصالح العام وفي إنكار الذات لنصل إلى ما نصبو إليه من أخوة صادقة وتعاون وثيق لنصل إلى حقوقنا وإلى غايتنا وكل ما نصبو إليه إن شاء الله.

          أيها الأخ الكريم:

          تفضلتم وذكرتم بأن شقيقتكم المملكة العربية السعودية كان لها بعض الجهد في تأييد إخواننا في هذا البلد العزيز، وإنني أقرر هنا أن ليس في ذلك ما يوجب شكرنا عليه لأن هذا واجب تفرضه علينا أخوتنا ورابطتنا التي تربط بيننا، وتاريخنا القديم والحديث، بل يجب علينا نحن أن نبتهل إلى الله بالشكر والامتنان إذ وفقنا إلى أن نقوم بشيء مما يجب علينا تجاه إخواننا وأشقائنا وإنه من دواعي عزنا وافتخارنا أن نرى في هذا الشعب المكافح الذي كافح في سبيل الاستقلال والحرية نفس الاتجاه ونفس الهمة في كفاحه في سبيل الحياة وفي سبيل الرقي والتقدم، وفي سبيل القوة لأن ديننا وشريعتنا تفرض علينا نشر العدالة والسعي لخير شعبنا وأمتنا والأخذ بأيدهم إلى مدارج الرقي والتقدم فقد قال سبحانه وتعالى وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْل (الأنفال:60) وإن كلمة قوة هي لا تعني فقط الأسلحة أو القوات الحربية وإنما القوة في كل مجال وكل ميدان.

          في الميدان الاقتصادي، وفي الميدان الثقافي، وفي الميدان الاجتماعي، وفي الميدان التربوي، فديننا أيها الأخ الكريم هو دين التقدم، هو دين الازدهار، وهو دين القوة، وهو دين العدالة، وهو دين السلام، وهو دين المحبة، فهذا ما يفرضه علينا ديننا وأرجو الله أن يوفقنا جميعاً إلى الأخذ بما فيه صالحنا جميعاً، وأن يوفقنا كذلك إلى السعي لكل ما يوثق روابط الشعبين والبلدين من تعاون في المجالات الاقتصادية، والثقافية، والعلمية، والاجتماعية، وإنني أؤكد لفخامتكم بأن إخوانكم في المملكة العربية السعودية لا يقلون عنكم رغبة في هذا السبل بل إنهم يسعون إلى ذلك بكل ما أوتوا من قوة سائلاً الله، سبحانه وتعالى، أن يلهمنا الرشاد وأن يوفقنا إلى أن نصل إلى ما نصبو إليه إن شاء الله.

          وأكرر في هذه المناسبة شكري وامتناني ومن يرافقونني في هذه الرحلة لما لقيناه من إخواننا رئيساً، وحكومة، وشعباً من حسن قبول ومن حفاوة بالغة وذلك طبعاً نابع من إيمان راسخ ومحبة خالصة لا تستغرب على مثل هذا الشعب النبيل وأرجوكم قبول احترامي وامتناني والسلام عليكم ورحمة الله.


<3>