إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الفيصل في مجلس الوزراء بمناسبة صدور الميزانية العامة للدولة(1)

          بسم الله الرحمن الرحيم

          وبعونه تعالى، تم في هذه الجلسة، الموافقة على ميزانية الدولة للعام المالي الجديد عام 1390/ 1391. وإننا بهذه المناسبة، أحب أن أوضح أننا، وإن كنا لم نحقق ما نريده في اعتماد كل المشاريع أو كل الأهداف، التي نصبو إليها، وذلك بسبب الظروف، التي نعيشها الآن، التي سببت نقصاً في الواردات ومضاعفات أخرى، رتبت على الدولة منصرفات، لا ترى مناصًا من القيام بها؛ أننا نأمل أن يكون في هذه الموازنة بعض ما يحقق  آمالنا وآمال شعبنا من خدمات وأعمال، تنتج بحول الله وقوته في بحر هذه السنة، ولا شك أن كل فرد في هذه البلاد يشعر بمسؤوليته، تجاه ما يترتب على هذه البلاد شعباً وحكومة، من مسؤوليات والتزامات في الداخل وفي الخارج، وإن كان هناك بعض الشيء حدث في هذه الميزانية، وهو اللجوء إلى فرض بعض الضرائب المؤقتة، التي استدعت الظروف المالية أن نقرها، رغماً عنا ورغماً عن إرادتنا؛ لتلافي بعض المنصرفات، التي ترتبت على الدولة، فإننا نأمل، بحول الله وقوته، أن تتحسن ظروفنا في القريب العاجل، حتى نستغني عن هذه الاستثناءات، التي قررناها لهذه السنة، ونعود إلى ما كنا عليه سابقاً، بحول الله وقوته، وأن تتحسن مواردنا لتقابل ما يترتب علينا من واجبات والتزامات. وإنني، بهذه المناسبة، لا يفوتني أن أشيد بما يظهره شعبنا العزيز من تفان وحماس، في سبيل الواجب الملقى علينا جميعاً، تجاه ديننا وشعبنا وبلادنا، وتجاه إخواننا، الذين ينتظرون منا كل مساعدة وكل عون، ولهذا فأنا لا أستغرب أن يثبت هذا الشعب كما هي عادته كرمه وتفانيه في سبيل واجبه، وأن يكون عوناً لنا، بحول الله وقوته، على ما نستقبله من مسؤوليات. فإنه معروف عن هذا الشعب العزيز أول كل شيء، إيمانه بالله سبحانه وتعالى، ثم إدراكه لواجباته ومسؤولياته، تجاه دينه ووطنه، والتزاماته تجاه إخوانه. وإنني أرجو الله مخلصاً أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير ديننا ووطننا وأمتنا، وأن نكون عند حسن الظن بنا، من جميع الأطراف المعنية، وأن يساعدنا على تحمل ما فرض علينا من مسؤوليات، وهذا طبعاً لا يخص الحكومة لوحدها، ولكنه كذلك يخص أبناء شعبنا العزيز، وأن يوفقنا لما فيه خير بلادنا وأمتنا، والتمسك بديننا وشريعتنا، وإيماننا بالله سبحانه وتعالى، حتى نصل إلى ما نصبو إليه من أهداف نبيلة وغايات، بحول الله وقوته، إنها تكون في الصالح وليست في الهدم والتخريب أو في الفساد، فهذا هو المهم، أن ينطوي كل إنسان وتنطوي جوانحه على ما طلب منه من خدمة لدينه ووطنه وأمته، والتفاني في أعمال الخير، والابتعاد عن كل ما يشينه من أعمال هدامة، أو فساد في الأخلاق، أو في الاتجاهات. وإننا، بحول الله وقوته، مطمئنون إلى أن هذا الشعب العزيز سيكون على مستوى مسؤوليته في جميع النواحي، وأن يأتي المستقبل القريب، الذي نصل إلى أهدافنا في تحرير مقدساتنا، وفي دحر أعدائنا، وفي إقرار الحق والعدالة لأبناء وطننا وأمتنا، سواء في بلادنا أو في بلاد إخوتنا، وأرجو الله أن يوفقنا للخير.

          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


 


1. أم القرى ملحق للعدد 2336 في 1 رجب 1390 الموافق 2 سبتمبر 1970

<1>