إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الملك فيصل خلال زيارته للجمهورية الإسلامية الموريتانية (1)

         بسم الله الرحمن الرحيم

         أخي العزيز صاحب الفخامة:

         اسمحوا لي أن أتقدم إلى فخامتكم ببالغ الشكر والامتنان على كل ما تفضلتم به من مشاعر نبيلة وإنه ليسعدني أن أتقدم إلى فخامتكم باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية بكل امتناني، وبكل تقدير لما تقومون به وتعملون في سبيل دينكم، وأمتكم، ووطنكم.

         أخي العزيز صاحب الفخامة،

         إنه يسرنا جدًا أن نسمع من فخامتكم هذه التأكيدات لما تتبعه بلادكم من سياسة حكيمة مؤمنة مخلصة لله سبحانه وتعالى، ثم لخدمة وطنكم وأمتكم ولتحسين العلاقات والتعاون مع إخوانكم في البلاد الإفريقية والبلاد العربية.

         يا صاحب الفخامة:

         إن هذه السياسة التي تفضلتم بالحديث عنها فخامتكم تؤكد ما تنهجون إليه من نوايا طيبة وأعمال مفيدة، إن شاء الله، وإننا لعلى أمل كبير أن يتجاوب إخوانكم معكم في هذا الاتجاه في البلاد الإفريقية والعربية والإسلامية.

         ومما لا شك فيه أن كل من له اطلاع على التاريخ يعلم ما لبلادكم الشقيقة من جهود مشكورة، من أول التاريخ إلى الآن، في سبيل الدعوة الإسلامية، وفي سبيل خدمة الوطن وفي سبيل تحقيق السلام والأمن والاستقرار في العالم. وهذه الاتجاهات هي التي يقصدها كل مؤمن بالله، وكل مخلص لوطنه، وكل مخلص للبشرية أجمع. ومما لا شك فيه أن ما مر على هذه البلاد وسواها من استعمار كان بدوافع وتوجيهات من الصهيونية العالمية التي من سوء الحظ دفعت كثيرا من دول العالم إلى أن يفرضوا سيطرتهم على البلاد الإفريقية والآسيوية وأن يحولوا بين أبنائها وبين التقدم والتطور الذي يطمع إليه كل إنسان على وجه الأرض، ولكن الله سبحانه قد منّ علينا جميعا بأن أنهى هذا الاستعمار وخلص الجميع من كل آثاره، وإن كان لا تزال هناك بعض الآثار في بعض الأقطار من التخلف أو العجز ولكن أملنا بالله سبحانه تحقيق ما نصبو إليه جميعا من تقدم وازدهار والوصول إلى المستوى اللائق بهم إن شاء الله. وإنني أتقدم لفخامتكم ببالغ الشكر على ما عبرتم عنه من تضامنكم ومساعدتكم لإخوانكم المجاهدين العرب سواء من اعتدت عليهم الصهيونية واحتلت بلادهم


1. أم القرى العدد 2449 في 25 شوال 1392 الموافق 1 ديسمبر 1972

<1>