البيضاء التي تباشر في التفرقة العنصرية والاستبداد والضغط، هذه الأمور كلها لو تمعنا في مجمل ما فيها لوجدنا الصهيونية العالمية من ورائها، وإنه مما يؤسف أن ترى دولة أسبانيا التي نعتبرها كعرب صديقة لنا أنها لا تزال تتمسك باستيلائها على الصحراء الغربية. وهذا طبعا لا يتفق مع ما هو معروف من علاقات الصداقة بين العرب وبين أسبانيا. ولكن لي أمل كبير، إن شاء الله، أن تعود أسبانيا إلى طريق الحق والصواب، وأن تترك لأبناء البلاد في هذه الصحراء حرية تقرير مصيرهم، وكما هو معلوم أن حرية تقرير المصير هي مما تضمنته مواثيق الأمم المتحدة، وميثاق حقوق الإنسان التي وضعت بعد تأسيس الأمم المتحدة تؤمن لكل شعب حرية تقرير مصيره، ولكن طالما أن علاقة بعض الدول أو بعض الفئات لا تلتفت إلى هذا ولا تنفذه، ومع هذا فإن الأمم المتحدة في مناسبات كثيرة تؤيد هذا الحق وتقرر كما قررت فيما يختص بالصحراء الغربية إعطاء حق تقرير المصير لأبنائها، ولكننا مع الأسف لم نره منفذا حتى الآن، وكذلك القرارات التي اتخذت من قبل الأمم المتحدة فيما يختص بحقوق الشعوب المستعمرة من قبل البرتغال في أفريقيا والشعوب المضطهدة من قبل الأقليات البيضاء في جنوب أفريقيا وفي البلاد الأخرى التي تستعمل فيها هذه الأقليات ضغوطها ونظمها للتفرقة العنصرية بين أبناء الوطن، فلم نر الأمم المتحدة تقف موقف الجد والحزم في ذلك، وهذا طبعا تصرف من تصرفات الدول الكبرى التي في إمكانها أن تنفذ قرارات الأمم المتحدة بكل قوة وكل إمكانياتها، وعلى كل، فإنني أتقدم لفخامتكم بعظيم الشكر والامتنان مؤكدا لفخامتكم تضامن بلدينا وشعبينا بالأخوة، والتضامن، والتعاون في كل ما فيه خدمة ديننا ووطننا إن شاء الله.

          وكذلك أتقدم إلى الشعب الشقيق في موريتانيا بكل شكر وامتنان لما لاقيناه من إخواننا من حسن استقبال وترحيب ومشاعر نبيلة التي أرجو الله، سبحانه وتعالى، أن تستمر على السنين بين شعبينا وبلدينا. وأكرر شكري لفخامتكم وشعبكم الشقيق، وأرجو لكم، إن شاء الله، كل توفيق وكل تأييد وأن تصل بلادكم لكل ما تصبو إليه من تقدم وازدهار ورقي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<3>