كلمة الفيصل لضيوف بيت الله الحرام ⁽¹⁾

         بسم الله الرحمن الرحيم

         الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

         أيها الإخوة المسلمون:

         إنه من دواعي سروري وافتخاري أن أرحب بكم في هذا البلد المقدس، في حضوركم لأداء فريضة الإسلام واتجاهكم إلى ربنا، سبحانه وتعالى، في عبادتكم وفي تكافلكم.. وقد دعى سبحانه وتعالى عباده المؤمنين لأداء هذه الفريضة للتعارف بينهم ولتحقيق مصالحهم.

         أيها الإخوة:

         إننا في حاجة إلى تأكيد تضامننا وتآخينا وتكاتفنا في التمسك بعقيدتنا وإيماننا بربنا ووقوفنا صفاً واحداً للدفاع عن ديننا وعن شرفنا وعن حريتنا.. ومما لا شك فيه أنكم ـ أيها الإخوة ـ لستم في حاجة إلى أن أوضح لكم المصلحة التي تتحقق على أساس تمسكنا بعقيدتنا وإيماننا بربنا وتوثيق ارتباطاتنا ووحدتنا وكفاحنا في سبيل الله.

         إننا ـ أيها الإخوة ـ في هذا العهد نلاقي اعتداءات ومحاولات لتفتيت شملنا ولتفريقنا عن بعضنا وللتغلب علينا وهذه كلها مخططات أعداء الله الذين وصفهم ربنا سبحانه وتعالى بأنهم أشد الناس عداوة للمؤمنين فقال سبحانه وتعالى لنبيه: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ ءامَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا (المائدة:82).

         ومما لا شك فيه أن كل ما يتعرض له المسلمون من نكبات أو كوارث أو محاولة لإضعافهم أو تفتيتهم هو كله مخططات أعداء الله.. قاتلهم الله.

         وإنه لمن دواعي سروري واعتزازي أن اشعر منكم ـ أيها الإخوة ـ بحرصكم على تضامنكم الإسلامي وتكاتفكم فيما بينكم وتآخيكم في تمسككم بعقيدتكم وإيمانكم بربكم والوقوف في وجوه أعدائكم بكل إمكانياتكم.

1. أم القرى العدد 2505 في 11 ذو الحجة 1393 الموافق 4 يناير 1974

<1>