إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملحق الرقم (16)

كلمة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود
أثناء زيارة الرئيس الأمريكي، ريتشارد نيكسون
إلى المملكة العربية السعودية
جدة، 14/6/1974(1)


بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيس
حضرات السادة الكرام
         أرحب بكم أجمل ترحيب، في هذا البلد، مهبط الرسالة، التي أضاءت لبني البشر طرق الهداية، وأنارت لهم سبل الرشاد.

فخامة الرئيس
         إننا نسعى، دوماً، للحفاظ على الصداقة، التي أرسى دعائمها جلالة المرحوم، الملك عبدالعزيز، بين شعب المملكة العربية السعودية والشعب الأمريكي. وكنا نحرص، دائماً، على تنمية هذه الصداقة وتقويتها. وننصح أصدقاءنا، في الولايات المتحدة الأمريكية، بالحفاظ عليها، وأن لا يتركوا لأي أحد فرصة الإساءة إليها.

فخامة الرئيس

         إن المملكة العربية السعودية، تقدر كل التقدير، مسؤولياتها تجاه العالم. وتعلم أنها عضو في الأسرة الدولية، التي ينبغي أن يتعاون جميع أعضائها على ما فيه خيرهم وسعادتهم. ولكنها، في نفس الوقت، لا يمكنها أن تقرّ أية إساءة، تلحق بأي فرد من أفراد هذه الأسرة، خصوصاً إذا كانت هذه الإساءة موجهة إليها.

فخامة الرئيس
         إن ما لحق بالشعب العربي الفلسطيني، من ظلم وعدوان ـ لا مثيل له في التاريخ، حتى في العهود المظلمة؛ فلقد شرد شعب كامل من أرضه ووطنه، لإحلال شعب آخر مكانه. ولقد ناشدت الأمة العربية الضمير العالمي، زهاء ربع قرن، لإحقاق الحق، ورفع الظلم عنها. ولكن، لم يلتفت لتوسلاتها، مما اضطرها لحمل السلاح، دفاعاً عن حقها وأراضيها ومقدساتها.

فخامة الرئيس
         إننا ننشد السلام، المرتكز على الحق والعدل؛ لأنه بهذا السلام، يتحقق الأمن والاستقرار، في جميع مناطق العالم. وإننا نقدر كل التقدير، الخطوة، التي تحققت على طريق السلام، بتوجيهات فخامتكم، ومساعي الدكتور هنري كيسنجر، وزير خارجيتكم الحكيمة، الحازمة. ونأمل أن تواصل الولايات المتحدة الأمريكية جهودها، لإحلال السلام العادل، والدائم، في المنطقة، لتنعم بالأمن والاستقرار، اللذين هما الأساس في تطورها، وازدهارها؛ وبذلك تؤدي الولايات المتحدة الأمريكية واجبها، المفروض عليها، كأقوى دولة في العالم.

         وفي اعتقادنا، بأنه لن يكون هناك سلم حقيقي، ودائم، في المنطقة، إذا لم تتحرر القدس، وتعود تحت السيادة العربية، وتحرر جميع الأراضي العربية المحتلة، ويسترد الشعب العربي الفلسطيني حقه في العودة إلى وطنه، وتقرير مصيره.

فخامة الرئيس
         إن الخطوة، التي يقوم بها فخامتكم، بزيارتكم للمنطقة، هي خطوة حكيمة، تقابل منا بالامتنان والتقدير، أملين أن يكون من نتائجها ما يحقق الخير والسلام، لهذا الجزء من العالم.

         وإننا لنؤكد لفخامتكم، بأننا حريصون على صداقة الولايات المتحدة الأمريكية، وراغبون في التعاون معها، لما فيه خير البلاد العربية عامة، والمملكة العربية السعودية خاصة. كما ونأمل أن تكون الزيارة، التي قام بها، مؤخراً، سمو الأخ فهد، للولايات المتحدة الأمريكية ـ فاتحة تعاون بناء، ومثمر، بين البلدين الصديقين. راجياً أن تحملوا معكم، لأصدقائنا في الولايات المتحدة الأمريكية، وللشعب الأمريكي الصديق ـ خالص شكرنا، وعظيم تقديرنا.

         أُكرر ترحيبي بفخامتكم، وصحبكم، في بلدنا، راجياً لكم طيب الإقامة.

والسلام عليكم.


 


(1) جريدة أم القرى، العدد الرقم 2170، الصادر في 3 صفر 1387هـ، الموافق 12 مايو 1967م، ص1.