إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الفيصل في المنطقة الشرقية للملايين المحتشدة، استنكاراً للاعتداءات المصرية(1)

          إخواني وأبناء وطني أحييكم تحية الإسلام.

          كم كان بودي أن يكون هذا الاحتفال، بمناسبة نصر العرب في استرجاع وطنهم السليب فلسطين، ولكن شاءت إرادة وأطماع بعض من يدعون الزعامة، أن يكون هذا الاحتفال تعبيراً من هذا الشعب الوفي الكريم عن شعوره تجاه ما قام به بعض الدخلاء من الاعتداء على مقدساته، وعلى مواطنه، وعلى كرامته.

          أيها الإخوان: إنني لست في حاجة أن أؤكد لكم إيماني ويقيني بهذا الشعب الكريم المتفاني للدفاع عن حريته، وعن مقدساته، وعن وطنه.

أيها الإخوان:

          لقد ظنّوا سكوتنا جبناً، ولقد اعتقدوا أننا لسنا أهلاً للدفاع، ولكن فاتهم، أيها الإخوان، أنكم أبناء هذه البلاد من شرقها إلى غربها، ومن جنوبها إلى شمالها، لم تكونوا في يوم من الأيام في التاريخ مقراً ولا ممراً للاستعمار ولا للحكم الأجنبي، لقد عشتم أحراراً في وطنكم منذ عرف التاريخ، ولقد حاول الأجانب أن يستقروا في هذه البلاد، ولكن أنى لهم؟ وهذا الشعب لهم بالمرصاد.

          أيها الإخوان: إننا لا ندّعي الحرية بالكلام، ولا ندّعي الديمقراطية بالشعارات، ولا ندّعي الاستقلال بالمظاهر ولكننا أحرار مستقلون ديمقراطيون في ظل راية محمّد ـ صلّى الله عليه وسلم. أيها الإخوان: ليس فينا سيّد ولا مسود، بل نحن إخوان متكاتفون. أيها الإخوان: إننا لسنا ملوكاً ولسنا أباطرة. أيها الإخوان: إذا كانوا يرون أن الملكية شيء يذم، فنحن لا نراها إلا صفة أتتنا من الخارج نحن لسنا ملوك، ولسنا أباطرة، ولسنا متجبرين، ولكننا دعاة لكتاب الله وسنة رسوله.

          بهذه العقيدة أيها الإخوان نمضي، لقد اتهمونا بالرجعية، ولكن ما هي الرجعية في عرفهم؟ وما هي الرجعية في عرفنا؟ إذا كانت الرجعية هي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، وإذا كانت الرجعية هي الحفاظ على حريتنا واستقلالنا، وإذا كانت الرجعية هي نشر العلم وتوسيع مدارك الشعب، وإذا


1. أم القرى العدد 1955، في 29 شعبان 1382 الموافق 25 يناير 1963

<1>