إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



تعلمون، وهم كذلك حق العلم، أنه ليس للمملكة العربية السعودية أي دخل في انفصال سورية، ولكنهم أرادوا أن يصرفوا أنظار العالم عن فشلهم في سورية، فأرادوا أن يخلقوا بعض الأسباب والمبررات التي نحن براء منها.

          أيها الإخوان: حاولنا بعد ذلك أن نتفادى القطيعة، ولمّا كان الأمر يقتصر على الصحف والإذاعة والراديو، والمتكلمين والمعلقين، لم نعبأ بهذا السوء، ولكن بعد أن برز رئيس الحكومة المصرية، وتكلم في العام الماضي في بورسعيد، وتعرض لملك هذه البلاد، وتعرض لمقدساتها، فقد حاولنا أن نتلافى الأمر، فبعثنا بمذكرة احتجاج، أو لفت نظر للحكومة المصرية، إلى أن هذا غير مستحسن، ولا يجب من حكومة شقيقة ورئيس دولتها. هل تعلمون أيها الإخوة ماذا حدث؟ لقد رفضت المذكرة، وقد رفضت بشكل مزرٍ، فأرجعت إلينا مذكرتنا، وليس معها حرف واحد، وإنما في ظرف ليس معها حتى الكرت.

          بعد ذلك أيها الإخوة، حاولنا أن نتلافى الأمر، أكثر فاتصلنا بإخواننا العرب في كل بلد عربي، وسألناهم رأيهم في الأمر في ذلك، ولكن، ويا لسوء الحظ، لم نجد من إخواننا العرب التشجيع على تلافي الأمر، فلم نرد أن نحرجهم وفضلنا أن نتحمل نحن وحدنا.

          أيها الإخوان: يدعون أننا هاجمناهم وأننا معتدون، فكلكم تعرفون ما تعرضنا له من هجماتهم، وكلكم تعلمون أنه منذ سنتين بدأت الصحافة عندنا تناقش موضوع الاشتراكية، وتطرقت إلى مواضيع شتى وصار منهم محبذ، ومنهم معارض؛ فلمّا تطور النقاش إلى ما خفنا من نتيجته أن يتعرض إلى بعض الدول، أو بعض القادة، أو بعض الزعماء، أوعزنا إلى إخواننا الصحفيين أن يتجنبوا النقاش في هذا الموضوع.

          كل ذلك أيها السادة؛ حباً في الحفاظ على روابط المودة والإخاء بيننا وبين إخواننا، ولكنهم نسبوا ذلك إلى أننا ضد الاشتراكية.

          نعم أيها الإخوان: نحن لا نؤمن بالاشتراكية، ولا نؤمن بالشيوعية، ولا نؤمن بأي مذهب خلاف شريعة الإسلام.

          أيها الإخوان: نحن لا نؤمن إلا بالإسلام، ولكننا لا نتدخل في شؤون الغير فنفرض عليهم مذاهب ومعتقدات لا يريدونها، فإذا كانوا يريدون الاشتراكية فلهم ذلك، وإذا كانوا يريدون أي مذهب من المذاهب فلهم ذلك، فالذي يحكم على هذا الشيء هو الشعب المصري نفسه إذا كان يقبل ذلك، أما نحن فلسنا مسؤولين، أمّا أن يحاولوا أن يفرضوا علينا بالقوة معتقدات ومذاهب تتنافى مع ديننا، ومع أخلاقنا، ومع رغبات الأمة فنقول لهم لا! ولا بالحرف العريض.

          أيها الإخوان: بعد ذلك انطلقت صحافتهم تهاجمنا، ولست في حاجة أن أروي لكم ما كانت تكتب الصحافة، وما كان يذيع الراديو، من تهجمات أقل ما توصف بأنها تافهة ووضيعة. لقد تعرضوا للأعراض، ولقد انتهكوا حرمات البيوت، ولقد أهانوكم، أيها الإخوان، بشتى الأوصاف والنعوت. وبعد ذلك أتى إخواننا الصحفيون وقالوا: ليس للحكومة أن تمنعنا عن الدفاع عن أنفسنا، وعن مقدساتنا، فهل هذا صحيح أيها الصحفيون؟!!  (وهنا رد الجميع مصدقين سموه).

          ففي ذلك الحين، وعلى ما أتذكر في رمضان من السنة الماضية، سمحنا للصحافة أن تقول ما تشاء فسموا ذلك هجوماً واعتداء عليهم. فمن المعتدي أيها الإخوان؟!!

          نحن لا نتعرض للأشخاص، ولا نتعرض للشخصيات، ولكننا نتكلم على أساس المبادئ، وننظر إلى الشعوب والأمم، وننظر إلى المقدسات وإلى حرمات الأمم.

          أيها الإخوان: نحن ندعوهم إلى كلمة سواء بيننا وبينهم، فليتفضلوا ولنُحَّكِم الشعوب، ولكن على شرط فليفتحوا السجون، وليرفعوا المعتقلات، وليوقفوا سلطة المخابرات، والمباحث، وليطلقوا للشعب المصري حريته، ونحن نقبل حكم الشعب المصري نفسه إذا كان لنا أو علينا.

<2>