إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          وإن حكومة صاحب الجلالة لترعى أبناء هذه البلاد، وخاصة أبناء هذه المنطقة بكل ما يستحقون من رعاية.

          أيها الإخوان:

          شاءت الظروف أن نجتمع في هذا الوقت الذي يعتدى على بلادنا فيه، وكنا نود أن نلتقي في وسط سلم وهدوء واطمئنان، حتى تكون الفرحة كاملة، ويكون اللقاء محبباً إلى النفوس. إن حكومة صاحب الجلالة لتسهر على مصالح أبناء بلدها، وتسهر على مصالح الوطن، بما يتمثل لديها من مقدرات، فإني أحب أن أذكر لكم شيئاً من ذلك في هذه المناسبة، ولقد عزمت حكومة صاحب الجلالة على أن تؤسس مصانع في البلاد، وأولها: مصنع للمشتقات الكيمائية من الغاز الطبيعي.. يكون في هذه المنطقة، ومعهد للبترول والمعادن يكون كذلك في هذه المنطقة، وستسعى حكومة صاحب الجلالة باستثمار المعادن الموجودة في بقية أنحاء المملكة، وستنشيء مصنعاً للحديد والصلب في القريب العاجل إن شاء الله .

          وبدأت الدراسات والتنقيب عن الثروة البترولية في المنطقة الغربية. ونحن مجتهدون للوصول إلى استخدام "الذرة"، وإنشاء "أفران ذرية" بعد أن تتم الدراسات التي بدئ فيها من الآن. ولا يفوتني أن أذكر ما تقوم به حكومة صاحب الجلالة في النواحي الاجتماعية؛ فقد أسست في جميع المناطق مراكز للتنمية الاجتماعية، وقد علمت من مندوبي هيئة الأمم المتحدة أن هذه المراكز هي الثالثة في العالم، من حيث نظامها وتركيزها. وقد سبق أن علمتم أن حكومة صاحب الجلالة جادة في النواحي الاجتماعية، والثقافية، والصحية، والعمرانية، وليس من المستحسن تكرار القول، فقد سبق في ذلك ما يكفي.

          أيها الإخوة:

          إن هذه الدولة بطبيعتها، واتباعاً لسنة نبيها، هي مسالمة مع الحق، متعاونة مع الإخلاص. ولكنها في نفس الوقت عنيدة أمام الباطل؛ شديدة أمام الطغيان، ولهذا فربما غرّ بعض المغرورين مسالمة هذه البلاد، والتجاؤها إلى الصبر وضبط النفس، فتمادوا في طغيانهم، وتعدّوا الحدود في اعتداءاتهم، ورب سائل يسأل: لماذا حكومة هذه البلاد ساكتة إلى الآن؟ ولماذا الصبر إلى ما لا نهاية؟!

<2>