إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          فإنني أقول لكم أيها الإخوان: إننا نفضل أن نتحمل شيئاً من الأذى، على أن نتسبب في نكبة بين العرب والمسلمين، لقد استفزونا مراراً وتكراراً؛ لننجرف مع العاطفة، ومع الحماس، ومع الاندفاع، ونشعلها فتنة حمراء بين العرب والمسلمين. ولكن فاتهم أن هذه البلاد، وأبناء هذه البلاد، قامت على أكتافهم نهضة الإسلام الأولى. وستقوم عليهم نهضة الإسلام في الوقت الحاضر.

          إننا، أيها الإخوان، قادرون على أن نصمت، وقادرون على أن نتحمل الأذى في سبيل ديننا، وفي سبيل مبدئنا، ولكن لكل شيء نهاية، ولكل صبر حدّ، ولكل تحمّل مقدار، وإنني أقولها صريحة أمامكم وأقولها أمام العالم كله: إنه إذا لم يوضع حدّ لهذه التفاهات، وهذه السفاسف، وهذه الأعمال الصبيانية، فإنّ هذا البلد سينقلب عليهم رأساً على عقب.

          أيها الإخوان:

          إذا كانوا يعتزون بقوتهم، وإذا كانوا يعتدون بغناهم، وإذا كانوا يعتدون بنفوسهم، فنحن نعتد بالله سبحانه وتعالى، ثم بإيماننا.

          أيها الإخوان:

          إذا لم يكن من الموت مفر فليكن في سبيل الشرف، لسنا نخشى من الحروب، ومن المساومات والمجادلات، ونحن أبناؤها .. ولكن غاية واحدة كما قدمت، وهي احترام إخواننا، وكف الأذى عن بلاد العرب والمسلمين، وتجنيبها فتناً لا يعلم إلا الله نتائجها ومداها؛ ولذلك صبرنا وتحملنا، ومستعدون للصبر والتحمل؛ ولكن إلى حد ما.

          أيها الإخوان:

          لماذا حاربونا؟ ولماذا اعتدوا علينا؟ هل سبق أن اعتدينا عليهم؟.

          أيها الإخوان:

          هل سبق أن قصّرنا في واجب من واجباتنا نحو إخواننا العرب والمسلمين؟ فإذاً لم؟! فيه من يقول: إنه لطلب الزعامة.. وفيه من يقول: إنه حسد من أنفسهم تجاه هذه البلاد.. وأبناء هذه البلاد.. يريدون أن يستولوا على خيراتها.. وفيه من يقول ويقول، إلخ. ولكن هل هذه، أيها الإخوان، مبررات لإيجاد الشقاق والفتنة والدّس والمؤامرات بين العرب والمسلمين؟ لقد وصموكم أيها الإخوان بشتى الأوصاف.. وصموكم بالنفاق، ووصموكم بالمرتزقة، وصموكم بالأذلة، وصموكم بكل الأوصاف المشينة.

<3>