إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          أيها الإخوان:

          يأبى الله، ثم تأبى نفوسكم الطيبة أن تنزلوا إلى هذا المستوى الرخيص الذي نزلوا إليه.. ولكن إذا لم يكفوا ويرعووا، ويضعوا حداً لهذه المهاترات، وهذه الاعتداءات، وهذه التطاولات، فسيجدون فيكم ما يزعجهم، ويقلق مراقدهم.

          أيها الإخوان:

          قالوا عن الملك سعود، وقالوا عن العائلة المالكة، وقالوا على رجال الدولة، وقالوا على أبناء الشعب، واستفزوكم بكل ما أوتوا من قوة.. ولكن فاتهم أيها الإخوان أنكم شعب حيّ واعٍ.

          وإنكم تعلمون ما يحاك لكم وما يخبأ. وما . وما إلخ.

          أيها الإخوان:

          إنكم تعلمون أننا إخوتكم والذين شرفنا الله بخدمتكم. إننا لا نرى في أنفسنا أي فرق عن أي واحد من أصغر صغاركم. نحن أيها الإخوة؛ لا نعتبر الحكم مكسباً ولا مغنماً، ولكنا نعتبره مسؤولية وواجباً على من أوتيه أن يؤدي واجبه. فإذا كانوا يهتمون بالمناصب، والزعامات، والألقاب، والشعارات، والأوصاف الموهومة، فنحن لا نهتم بذلك البتة، وإنما نهتم بأن نكون في خدمة إخواننا ووطننا وأمتنا. وهذا نعتبره أشرف تاج نتوج به رؤوسنا.

          أيها الإخوة:

          قالوا: إننا خالفناهم، وأنهم يريدون وحدة الهدف، فأنا أتساءل: ما هو الهدف الذي يريدون أن نتحد معهم فيه؟ فإذا كان، أيها الإخوان؛ الهدف هو خدمة المصلحة العامة وخدمة العرب، وقبل كل شيء الإيمان بالله وخدمة الوطن، وأبناء الوطن، والقيام بمصالحهم، فنحن أول الدّاعين إلى ذلك، والمتسابقين إليه.

          أما إذا كانت وحدة الهدف هي دسّ المبادئ الهدّامة، والتحلل من الأخلاق، وإنكار وجود الإله، عزّ وجلّ، والمروق من أي عقيدة سماوية، فنأبى ذلك، وسنقاوم ذلك بكل ما أوتينا من قوة. لماذا أيها الإخوة يتهربون من وحدة الصف العربي؟ لماذا يتهيبون من التضامن العربي، لماذا يتهيبون من التعاون العربي؟ فيقولون: وحدة الهدف. نحن إلى الآن لم نر الهدف الذي يسيرون إليه، وما هو الهدف؟ إنما هو كلام لا أكثر ولا أقل فما هو الهدف؟!

<4>