إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الأمير فيصل في وفد موظفي وعمال شركة الزيت العربية الأمريكية في أبقيق(1)

          أيها الإخوان:

          يطيب لي في هذه اللحظة المباركة أن أعبر لكم عن عظيم اغتباطي وسروري وامتناني من الاجتماع بكم واللقاء والتحدث إليكم.

          أيها الإخوة: ليس غريباً أن أرى في أبناء الوطن العزيز من يعبر عن مشاعر الصدق والإخلاص والإيمان بالله، سبحانه وتعالى. وإنكم أيها الإخوة في مقدمة الصف للذود عن حياض هذا البلد الكريم، والدفاع عن مقدساته وتركيز أركان أمْنِه واقتصاده، وتقدمه، لذلك فإنه في مثل هذه اللحظات التي تتصارع فيها، وعلى الأخص في منطقتنا العربية، تتصارع فيها الأهواء والتيارات والمبادئ، فإنكم أيها الإخوة تعبرون عن مشاعركم في إيمانكم بالله وتمسككم بوطنكم، ودفاعكم عن أمتكم وطموحكم إلى مستقبل أفضل وتبذلون الجهد الجهيد في سبيل أمتكم ووطنكم، وأؤكد لكم أن حكومتكم، وعلى رأسها جلالة الملك المعظم، ليس لها من غاية إلا توطيد أمن هذا البلد الكريم، والنهوض به، والرقي المطلوب لأمة مثل هذه الأمة الكريمة لتحل المحل اللائق بها بين أمم العالم. ومن جهة أخرى فإننا ليس لنا أي مطمع أو غايات في بلد عربي أو أي بلد من بلاد العالم، وإنما نريد حياة كريمة متعاونين متعاضدين مع إخواننا العرب في كل قطر، مسالمين مصادقين من يصادقنا. على ألا يتمركز في أي قطر من الأقطار العربية غاية أو هدف ضد أمن هذه البلاد واستقرارها وسلامتها. ولهذا السبب فإن سياسة حكومة جلالة الملك نابعة عن شعوركم الفياض هي: أن يترك لكل بلد عربي حرية تقرير مصيره لما يراه صالحاً لبلاده وأمته، وإنني لأؤكد مرة أخرى بأن هذه السياسة التي نتبعها سنتمسك بها ولن نقبل عنها محيداً، ونأمل كل خير لإخواننا العرب في كل قطر وإخواننا المسلمين في كل بلد، ونأمل أن نكون عامل خير وبناء وأن يجنبنا عوامل الهدم والتخريب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


 


1. أم القرى العدد 1962 في 20 شوال 1382، الموافق 15 مارس 1963

<1>