إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الأمير فيصل لجموع المواطنين في الأحساء(1)

          أيها الإخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسرني في هذه اللحظة السعيدة أن أعبر لكم عن عظيم امتناني وشكري لهذه الحفاوة اللطيفة التي قابلتم بها إخواناً لكم، أتوا للقياكم ذاكرين لكم تاريخكم المجيد، وعنصركم الطيب فلا غرو فأنتم أهل هذا البلد الطيب، وأنتم أيها الإخوان من أوائل الركب في تأسيس هذه المملكة، ولقد قمتم، وتقومون، وستقومون، بما يوجبه عليكم دينكم، وخدمة وطنكم وأمتكم في سبيل رفعة هذا الوطن ومجده.

          أيها الإخوان: لقد تطرّق الإخوان في كلماتهم لما تتعرض له هذه البلاد الكريمة من عدوان غاشم، واعتداء صارخ، ولقد سبق لي أن قلت: بأننا صبرنا وتحملنا في سبيل غاية واحدة، هي ألاَّ تنفتح بين العرب والمسلمين فتنة عمياء لا يعلم إلا الله مداها، ولكن كما تقدم فإن لكل صبر نهاية.

          أيها الإخوان: إن حكومتكم في سياستها تجاه أخواتها العربيات والمسلمين تتبع سياسة سلم وسلام وصداقة وتعاون، ولكنها في نفس الوقت ليست سياسة خنوع وذلة وتبعية.

          أيها الإخوة: إذا طاب لأحدهم أن يعتدي، وأن يباهي باعتدائه أن يتسبب في جر العرب والمسلمين إلى سبيل التفرقة والشقاق، فإننا بحول الله وقوته ثابتون على مبدئنا، وهو طلب الوحدة العربية، الوحدة التي تنبعث عن نفوس طيبة، عن إرادة خالصة، ولكنها لا تنبعث عن اعتداء، ولا عن تسلط، ولا عن حكم بوليسي لا يرعوي ولا يأخذ في العرب والمسلمين بقانون، ولا بشريعة، ولا بأخلاق سمحة.

          أيها الإخوان: إن الوحدة العربية هي مطلبنا وهي غايتنا، من سابق الزمان، ومن قبل أن يظهر في المحيط العربي أناس يدعون اليوم بعروبتهم، وبطلبهم للوحدة وسعيهم إليها. أيها الإخوان: إننا طلاب وحدة ولكن ما هي هذه الوحدة؟ نحن نطلب الوحدة التي تقوم على أسس ثابتة من المحبة والإخلاص والإخاء، وحفظ التوازن بين الدول العربية أجمع، وأن يعطى لكل شعب في بلده حرية التصرف، وأن يكون لكل شعب نظامه وتقاليده وشريعته التي يتبعها. أمّا أن يفرض على الشعوب العربية نظام خاص، بوليسي شديد التعسف، فما أعتقد أن هناك شعباً عربياً شريفاً يقبل هذا، فإذا


1. أم القرى العدد 1962 في 20 شوال 1382 الموافق 15 مارس 1963

<1>