إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



حاول الاستعمار أن يقضي على الإسلام بالاحتلال والخبث والضر فلم يتمكن، حاول الاستعمار أن يقضي على الإسلام بمحاولة المحو والإبادة، كما جرى في بعض الأقطار الإسلامية، فاحتار في الأمر. وأخيراً لجأ إلى طريقة جهنمية وهي أن يحارب الإسلام بالمسلمين، ولسوء الحظ نجحت هذه الطريقة، فأصبح المسلمون حرباً على بعضهم، وأصبح المسلمون يتنكر بعضهم للبعض الآخر، وأصبح المسلمون يشكك بعضهم في البعض الآخر، وعزفوا عن دراسة دينهم، وعزفوا عن معرفة تاريخهم، وتاريخ أمتهم، وتاريخ أسلافهم، ولو أنني أتيت الآن بعض المدارس أو بعض المعاهد، سواء في بلادنا أو في بعض البلدان الإسلامية الأخرى، لوجدت أنهم يفضلون دراسة فلسفة أفلاطون، ومذهب أنجلو وأدب شكسبير، وما إلى ذلك كأن الإسلام فقير، أو كأنه لم ينجب من علماء المسلمين من هو أفضل وأعلم من هؤلاء؛ والسبب في ذلك هو ما أدخل على برامج التعليم في البلاد الإسلامية من التوجيه الشرير الخطر؛ الذي صرف أبناء المسلمين عن دراسة تاريخ الإسلام، أو تتبع تاريخ الإسلام، وتراث الإسلام، والتعمق في دراسة الشريعة الإسلامية على حقيقتها. إذا كنّا نحن المسلمين لا نطبق الشريعة الإسلامية على حقيقتها، فهذا ليس ذنب الشريعة، ولكنه ذنب المسلمين أنفسهم.

          علينا إخواني؛ أن ندرس هذا التراث، وأن نتعمق في دراسته، وأنا أعلم أنه يوجد من يقول: إنَّ كتب الشريعة السلامية، أو الحديث، أو الفقه الإسلامي، أو كتب العقيدة الإسلامية أسلوبها غير جذاب، أو غير مغرٍ، لأن الإنسان يسأمها. ولكن الإنسان الذي يتطلب المجد، الإنسان الذي يتطلب العلا، هو ليس الإنسان الذي يطلب التسلية والانبساط، وإنما يركب الصعاب، ويقود نفسه إلى العمل الذي ينتج عنه خيره، وخير أمته، وخير بلده. فالعلاج مرّ دائماً، وأنا إذا كان لي رجاء عند إخواني أبناء هذه البلاد، وعلى الأخص الشباب؛ فأن يتجهوا إلى دراسة دينهم، ودراسة شريعتهم، والتعمق في فهمها، والتعمق في تفسيرها، ومدلولاتها، ومقصوداتها، وأحكامها.

          ماذا يريد البشر؟ يريد الخير، وهذا موجود. يريد العدل، وهذا موجود في الشريعة الإسلامية. يريد الأمن، وهذا موجود. يريد الرقي، وهذا موجود. يريد التقدم، وهذا موجود. يريد العلاج، وهذا موجود. يريد نشر العلم، وهذا موجود. كل شيء موجود في الشريعة الإسلامية، ولكن الشيء الذي لا يوجد، مع الأسف، هو أننا لا ندرسها على حقيقتها، حتى إذا كانت المدارس فإن أبناءنا يدرسون في الابتدائي، أو في الثانوي شيئاً من المبادئ الدينية، فمع مرّ السنين ينسى هذا، ولكن لو كان كل واحد منا عنده ساعة أو نصف ساعة في وقت فراغه، ويأخذ كتاباً من كتب الشريعة الإسلامية، أو كتب التوحيد أو كتب العقيدة، أو كتب الأحكام الشرعية مثل ما يقرأ مجلة، أو قصة، أو رواية، أو أي

<3>