إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملحق الرقم (5)

أول خطاب رسمي للفيصل (*)

         ولما تولى الأمير فيصل أمر الحكومة في الحجاز في 28 جمادى الآخرة 1344هـ، اجتمع في سرادق دار الحكومة بالحميدية أعضاء المجلس الأهلي، وأعضاء المجلس البلدي، وسائر موظفي الحكومة. ولما استقر بهم المقام أمر أحد أعضاء مجلس الشورى، وهو الشيخ عبدالعزيز العتيقي، فتلى، بالنيابة عنه، البيان التالي:

         "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد أيها السادة، فإن والدي جلالة الملك أيده الله، بعد المذاكرة مع المجلس التأسيسي، قرر إنابتي عنه في هذا المحل، ريثما تتم التشكيلات الجديدة لهذه الديار. وقد أمرني بذلك، فامتثلت أمره العالي طائعاً. وأنتم اليوم رجال الحكومة، وموظفوها، كلكم راع، وكل راع مسؤول عن رعيته، وكل موظف مسؤول عن وظيفته. فعلى كل واحد منكم أن يبذل الجهد في ضبط أعماله وأشغاله، طبق الصلاحية المعطاة له.

         وقد بلغني أن بعض بالموظفين يتهاملون في وظائفهم، ولا يبادرون لأعمالهم في الأوقات المعينة، وذلك لا يليق بشرفهم ولا بشرف الوظائف التي يقومون بها، ولا ينتظم الحال معهم، وهذا أمر لا يمكن التساهل فيه. فعلى كل رئيس دائرة أن يدقق النظر في دائرته، وأن يخبرني بموضع كل خلل حتى أسعى في رتقه، بأقرب وقت ممكن. وأوصيكم بالتناصح والتساعد والتعاون والتعاضد، لعل الله يأخذ بيدنا جميعاً، لننهض بهذه الأمة من كبوتها ونسير بها في طريق التقدم إلى الأمام، وذلك لا يكون إلا بالإخلاص في العمل، والترفع عن الدنايا والسفاسف كالغش والخيانة والرشوة وأشباهها.

         إنكم تعلمون أن لأولياء الأمور حقوقاً على الرعية، وللرعية حقوقاً، فحقوق الرعية على الوالي بذل الجهد في راحة الرعية ورفاهيتها، وإقامة ميزان العدل والمساواة بين الناس، في الحق الذي يجب أن يستوي فيه الكبير والصغير والغني والفقير. ومن حق ولي الأمر على الرعية السمع والطاعة والانقياد للشرائع والنظامات التي يؤمر باتباعها. وليعلم الجميع أن القول يجب أن يتبعه الفعل، وأن أكره ما أكرهه هو الكذب، الذي كرهه الله ورسوله، وإني لأكره أن أسمعه، ولو من أحقر الناس، فحاشا لله أن أرضاه لنفسي.

         وإني أعلم بأن المحسن سيعرف له فضله، فيجازي عليه، ويعلم للمسيء إساءته، فيجازى عليها، وأسأل الله أن يأخذ بأيدينا جميعاً ويحفنا بعنايته، ويوفقنا لما فيه خير البلاد والعباد، ويهدينا لما يحبه ويرضاه"(*).


1. جريدة أم القرى، العدد الرقم 56، الصادر في 8 رجب 1344هـ/ 22 يناير 1926م، ص 1.

2. للأمير فيصل خطاب في موسم الحج بعد خطاب والده، جريدة أم القرى، العدد الرقم 57، الصادر في 15 رجب 1344هـ/ 29 يناير 1926م، ص 1.