إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة للفيصل في الحفل الختامي لمدارس الثغر بجدة(1)

إخواني؛ سلام الله عليكم

          في مثل هذا اليوم من كل سنة، يسر أسرة هذه المؤسسة أن تلتقي بكم وترحب بكم شاكرة مقدرة ما تبذلونه من تشجيع، وما تقومون به من مساع مشكورة، لإنهاض العلم وإكباره.

          ويسرني كفرد من أفراد أسرة هذه المؤسسة، أن أرحب بكم وأن أشكركم، مقدرين لكم تفضلكم بالمشاركة معنا في هذا الاحتفال السنوي تكريماً للعلم، واعترافاً بفضل القائمين على خدمة هذه المؤسسة، وعلى خدمة أبنائنا والعناية بهم دينياً وتربوياً وأخلاقياً وعلمياً.

          إنه من تكرار القول أيها الإخوان: أن أتحدث عن الأهداف أو المرامي التي أسس هذا المعهد من أجلها، فمن سبقني من الإخوان تكلموا فأوفوا وأبانوا وأجادوا، ولكنني بعد أن قدمني الأستاذ الأخ محمد فدا كأستاذ له، ولا أريد أن أقول: إن للسن دخل في ذلك، وإنما الأستاذ فدا، في اعتقادي، أن شهادتك هي مجروحة، وعلى كل حال، فأنا أعترف أني أسن من الأستاذ فدا، وإنما نعته لي بنعت الأستاذ فهذا طبعاً لطف منه، وأرجو أن يعتبرني الأستاذ بعد الآن، زميلاً ولست أستاذاً.

إخواني:

          ليس فينا من ينكر أو يشك في أن العلم هو طريق النجاح، ولكن العلم وحده لا يكفي، فهناك أسس، إذا لم يرتكز عليها، العلم فإنه يكون سلاحاً ذو حدين. هناك أساس العقيدة الصالحة، وهناك أساس التربية الصالحة، وهناك أساس الأخلاق القوية؛ فهذه من الأسس التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم، وأن يركز اتجاهه عليها؛ حتى يكون علمه مفيداً ونافعاً لنفسه ولمجتمعه ولأمته.

          إننا إذا لم نوفق إلى توفير هذه الأسس، فربما انعكس الأمر، فأصبح علمه ضاراً عليه وعلى غيره.

          ولست بحاجة إلى أن أدلل على ذلك بشواهد، فالكل يعلم في تاريخ البشر من كان علمه ذا فائدة، ومن كان علمه ذا ضرر.


1. أم القرى العدد 2019 في 26 ذي الحجة 1383 الموافق 8 مايو 1964

<1>