إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          إن الأمل بالله أن يصل أكثر من ذلك. الكلمة الأخيرة التي ألقاها الأخ عزيز ضياء تطرق فيها للحاجة إلى الماء، وأن البلاد مقبلة على التصنيع، والتصنيع يحتاج إلى زيادة موارد "الميه"، وأظن القائمين بهيئة مشروع استخراج الحديد أو استنباطه في الوادي قد حسبوا للموضوع حسابه، وهيأوا له دراساته.

          وأرجو أن يطمئن المواطنون إن هذا المشروع سيبدأ في السنة القادمة، إن شاء الله، وسيبدأ في الإنتاج في السنة التي بعدها، إن شاء الله، وسيرى الحياة قريباً، إن شاء الله، وسيكون مؤمناً له الماء الكافي، وكل ما يلزم له من الإجراءات التي تؤمن أن يكون حقيقة بعد أن كان خيالاً. وتطرق الأخ كذلك إلى مشروع استخراج الماء من مياه البحر بعد تحليتها.

          وهذا المشروع يجري بحثه الآن، والبحث لا يزال في دور النظر؛ إذا كان المشروع عملياً أو غير عملي، وهل هو منتج أو غير منتج؟ وهل ستصل هذه الصناعة وسيصل هذا العمل إلى درجة يمكن الاستفادة منه في هذه الناحية؟ كما يقول عنه أصحاب الأعمال بأنه سيكون مشروعاً تجارياً يمكن الاستفادة منه؛ لأنه إذا كانت الاستفادة منه للشرب فقط فأظن أنها استفادة محدودة.

          ولكن الأمل هو أن يكون الاستفادة منه لأوسع من الشرب، وأن يمتد هذا إلى زراعة الأراضي وريها وسقياها. ولسوء الحظ فإن منطقتنا نحن في العالم، المياه شحيحة فيها، وليست وليدة اليوم، ولكن هذا شيء قد ورد ذكره في القرآن وسيدنا إبراهيم قال: رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ (إبراهيم:37).

          والشيء ما هو طارئ اليوم، ولكن الشيء الطارئ اليوم هو نوع الحياة التي تطورت لدى الناس، وصار احتياجهم للماء أكثر مما كان، ولهذا السبب أصبح إيجاد الماء، أو إيجاد الكافي من الماء هو المشكلة. وإلا فهذه البلاد عاشت قبلنا قروناً وآلاف السنين، وكان الماء فيها شحيحاً، فالذي طرأ الآن على الحياة هو تطور الحياة نفسها، الشخص الذي كان يكفيه في ماضي الزمان جالون واحد في أربع وعشرين ساعة اليوم، لا يكفيه عشرون جالوناً.

          وما كان الناس يعرفون الحدائق، وإن كنت لا أريد أن أعيد البحث في الحدائق التي أشار إليها عزيز ضياء، بأن الحدائق تستهلك خمسة وثلاثين من ستين مما يرد إلى جدة من الماء، فإنه يمكن أن يكون الرقم مبالغاً فيه، ولكن الحقيقة أن الحدائق تستهلك مقداراً كبيراً من الماء، ونحن نريد

<2>