إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



الفيصل يوجه خطاباً إلى الشعب في مكة المكرمة(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني:

             السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

          يسعدني في هذه اللحظة الحبيبة على قلبي، لحظة لقائي بكم، واجتماعي وإياكم، أن أعبر لكم عن تقديري العظيم وامتناني؛ لأنكم أيها الإخوة تحتفلون بي، لأن الاحتفال يمكن أن يجري ويمكن أن يحتفل. ولكن لما أشعر به منكم من أحاسيس المحبة والإخلاص النابعة من القلوب، وليست مظاهر خلابة، وإنما محبة الأخ لأخيه.

أيها الإخوة:

          لست غريباً عنكم، ولستم غرباء علي، والله يشهد كم أحس وأشعر تجاه هذا البلد المقدس وأهله من أحاسيس ومشاعر، يقتضيها ديني، وعقيدتي، وإيماني بالله العلي العظيم. ثم يقتضيها زمن قضيته بينكم كأخ ومواطن وخادم.

أيها الإخوة:

          إنني لأعجز أن أعبر لكم عما يكنه ضميري تجاه إخوتي أبناء الشعب العربي السعودي من تجاوب في المشاعر والعواطف. وإنني كما قلت سابقاً لا أشعر بأنني فرد يختلف عن أطرف فرد من أفرادكم أيها الإخوان؛ ولكنني أيها الإخوان من ناحية أخرى أشعر بثقل الحمل، وعبء ما حملتموني وشرفتموني بثقتكم الغالية، فإنني أشعر بثقلها على كتفي إذا لم أقم بواجبها، وأتحمل مسؤوليتها بإخلاص وأمانة.

أيها الإخوة:

          إنه لمن تكرار القول أن أقول لكم إنني بحول الله وقوته سأسعى جل جهدي لأكون عند حسن ظنكم بي، وأكون مستحقاً لما أوليتموني من ثقة غالية، ومن آمال بعيدة وواسعة، ولكنها ليس في إمكاني أن أضمن من نفسي، أو ممن يكون مسؤولاً إذا كان هناك أخطاء أو قصور أو تكاسل؛ فإن العصمة لمحمد - صلوات الله وسلامه عليه - والكمال لله جل جلاله.


1. أم القرى العدد 2050 في يوم 7 شعبان 1384 الموافق 11 ديسمبر 1964

<1>