إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



          ولكنني في نفس الوقت أعدكم وعداً جازماً أن أبذل قصارى جهدي في أن أكون عند حسن ظنكم، وأن أحقق لكم كل ما يمكنني تحقيقه من آمالكم الواسعة، ومن رغباتكم العادلة، وأشهد الله على ذلك إنه خير شهيد.

أيها الإخوة:

          لقد تكرمتم فأهديتموني كتاب الله، كتاب الله العظيم يهدي من هذا البلد الكريم الذي بعث منه محمد صلوات الله وسلامه عليه، وأسس فيها أول بيت وضع للناس، وشع منها نور الحق، وإني لأرجو الله مخلصاً أن تكونوا أيها الإخوة ـ وأنا منكم ممن يتبع هذا الكتاب يحل حلاله، ويحرم حرامه، ويتأدب بآدابه، ويهتدي بهديه، وهذا هو أفضل خلق في الدنيا والآخرة.

أيها الإخوة:

          لقد شعرت من بعض الإخوة وبعض الأحاديث أنكم آخذون على أخيكم في نفوسكم لما رجوتكم أن تتجنبوا المظاهر الزائفة، وأن تمتنعوا عن إقامة الزينات أو المهرجانات أو الحفلات التي ربما يقصد بها إظهار عاطفة الإخوان ومشاعرهم، ولكنني أيها الإخوان حينما رجوتكم أن تتجنبوا هذه المظاهر لسبب واحد وهو أنه ليس يخامرني شك في عواطفكم ولا في محبتكم، وإنني مقتنع ومؤمن بأنكم لم يخامركم شك في، ولا في عواطفي وشعوري نحوكم.

أيها الإخوة:

          إن المحبة والإخلاص والمشاعر القلبية لا تحتاج إلى إقامة زينات ولا حفلات ولا مهرجانات، وإنما تبنى على ما يقوم به الفرد أو الجماعة من إيمان بالله - سبحانه وتعالى - ومن ثقة في بعضنا البعض، ومن أعمال يوجبها علينا ديننا وإخلاصنا لأمتنا ووطننا.

          فلنسر أيها الإخوان في طريقنا إلى الأمام بحب وإخلاص وتعاون أكيد، مهتدين بكتاب الله وسنة رسوله، ومقتدين بأسلافنا الصالحين، وإننا لنرجو أن نكون كما قيل خير خلف لخير سلف.

أيها الإخوان:

          إن علينا واجبات كثيرة، وبالأخص أنتم أيها الإخوة سكان حرم الله، فإن عليكم واجباً مقدساً أن تكونوا المثال الأعلى لمن يقتدي بكم في الإيمان بالله، والإخلاص له، واتباع شريعته، والتأدب بآداب قرآنه، والتحلي بالأخلاق الفاضلة، والأمانة في كل ما تعملونه لدينكم ولدنياكم.

<2>