إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الفيصل في افتتاح جامعة البترول والمعادن(1)

أيها الإخوان:

          إنه لمن دواعي اعتزازي وسروري أن أشارك في هذا اليوم في افتتاح هذا المعهد العظيم، وهو معهد أقل ما يقال فيه: بأنه يمثل ركنا من أركان نهضتنا العلمية، والاقتصادية، والصناعية، وإنها لتغمرني الفرحة بأن أجد طلاب هذا المعهد من سعوديين وجزائريين يمثلون انطلاقة كبرى إلى الأمل المنشود، الأمل في أن نجد أنفسنا في بلادنا العربية في مقدمة الأمم التي تحمل مسؤوليتها، وتخدم شعوبها، وتسعى إلى مستقبل زاهر يمكنها من بلوغ المكانة اللائقة بها بين دول العالم وشعوبه.

          أيها الإخوة: كان هذا المعهد حُلماً من أحلامنا قبل عدة سنوات، حيث كنا ننظر إلى ما حولنا فنجد أنفسنا صامتين مبهوتين ليس في إمكاننا أن نجاري غيرنا، أو أن نقارع الأمم الأخرى في سبيل النهضة والحياة، ولكن الله ـ سبحانه وتعالى ـ سهل السبيل، ومهد الصعاب التي تعترض الطريق، فوجد هذا المعهد في فترة لا تتجاوز السنتين، وفي اعتقادي أن هذه مدة قياسية إذا نظرنا إلى ما كنا عليه قبل سنتين وما نحن عليه الآن.

          أيها الإخوان: ليس مهماً أن نبني معاهد، ولا أن نحتفل بافتتاح المعاهد، ولكن المهم أن نسعى جهد طاقتنا في أن نستفيد من هذه المعاهد، وأن نحقق آمال أمتنا فينا، وأن نجد بين أبنائنا الطموحين من يسعون إلى مستقبل زاهر بكل ما أوتوا من قوة وتفان في سبيل خدمة دينهم ووطنهم وأمتهم، وإنني أرجو الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا المعهد بداية لمعاهد أخرى، وليس بنهاية المطاف، وإنه ليسرني أن أتقدم بالشكر العظيم لأسرة هذا المعهد من إداريين وأساتذة وطلاب على ما يبدو عليهم من نشاط وتفوق، وسيكون، بحول الله وقوته، مرضياً للجميع، ولصالح الجميع، وقبل كل شيء مرضياً لله جلت عظمته الذي يعلم ما تسر الأنفس، وتخفي الصدور، ولا يفوتني أيها الإخوان بأن أعرب عن سروري بما رأيته من هذا الشعب الكريم من تقبل وامتنان لكل ما تسعى به الحكومة لخيره وخدمته، وأنه أكبر مشجع لنا في أن نسلك سبيلنا باطمئنان، ونشاط، وبأمانة، وإخلاص لخدمة هذا الشعب، مستعينين بالمولى جلت قدرته، وسائلين أن يوفق خطواتنا، وأن يهدي سبيلنا إلى ما فيه خير الجميع إنه على كل شيء قدير.

          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


 


1. أم القرى العدد 2058 يوم الجمعة  11 شوال 1384 الموافق 12 فبراير 1965

<1>