إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة للفيصل في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة(1)

أيها الإخوة المسلمون:

          إنه ليسرني، في هذه اللحظة المباركة، أن أتقدم إليكم بعظيم شكري وامتناني، لما حبوتموني به من مظاهر العطف والرعاية، وإنني لأتقدم بالشكر، بصورة خاصة، إلى والدنا الكريم رئيس الجامعة، وإلى الأخ العزيز نائبه الشيخ عبدالعزيز بن باز، وإلى أساتذة ومديري  وطلاب هذا المعهد العظيم؛ لما رأيته ولمسته من روح وثَّابة وعزم أكيد لخدمة هذا الدين وأبناء المسلمين في أقطار العالم الإسلامي.

أيها الإخوة:

          ليس غريباً، أن أرى وأسمع وألمس، في هذه الجامعة، ما يثلج الصدر، ويبهج الخاطر من انطلاقة إسلامية كبرى، أرجو لها النجاح، وأرجو أن تؤتي ثمارها في أقطار العالم الإسلامي لخدمة هذه الدعوة المباركة، والنهوض بها، والسعي إلى نشرها بين أبناء الملة الإسلامية، والدعوة إليها بين أبناء الملل الأخرى. وإنني لأرجو لها نجاحاً باهراً، ما دامت ترتكز على مثل هذه السواعد، ومثل هذه الروح الوثَّابة المنطلقة، بحول الله، لنشر هذا الدين والدعوة إليه، والجهاد في سبيله.

أيها الإخوة:

          إن المسؤولية الملقاة على عواتقكم وعواتق الجميع، مسؤولية كبرى، فاسعوا إلى التفقه في دينكم، ومعرفة كل ما يمكن معرفته، لتكونوا مسلحين بسلاح العلم، وسلاح الفقه، وبسلاح المعرفة، حتى تكونوا مستعدين لما يجابهكم من صعاب ومن دعوات مضللة، ومن مجهودات يرغب ويأمل أصحابها في أن يأخذوا من هذا الدين، وأن يحطوا من قدره، وأن يهاجموه بكل ما أوتوا من قوة، وإنني لأرجو الله مخلصاً، أن يهبكم الصبر والشجاعة والقوة، لتكافحوا في سبيل هذا الدين، ولتبصروا الناس بما يحتويه هذا الدين، وما تحتويه هذه الدعوة والشريعة، من مزايا، ومن مكارم، ومن أسس، هي أصلح ما يكون للبناء؛ البناء الذي يهدف إلى صالح البشر، وإلى خير الأمة، ولا يهدف إلى التزوير وإلى البدع والمضللات، وإلى هدم الكيانات البشرية، وإلى هدم الأخلاق وكل ما هو كريم في بني الإنسان.


1. أم القرى العدد 2062 في 10 ذو القعدة 1384 الموافق 12 مارس 1965

<1>