إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الملك فيصل في حفل أهالي المدينة المنورة(1)

أيها الإخوة الكرام:

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

          يسعدني ويغمر نفسي سروراً أن أتقدم إليكم بوافر الشكر والامتنان لما أراه، وألمسه، وأسمعه من مشاعر نبيلة، وحب خالص، ووفاء كامل، لا يستغرب على مثل أهل هذا البلد الطيب.

          أيها الإخوة: إن المحبة والإخلاص أساسان من الأسس التي قامت عليها الدعوة المحمدية صلوات الله وسلامه على البشير النذير، وإنه بدون محبة وإخلاص تفتقد الأسس التي يبنى عليها، والصلات التي ترتبط بين العالم بل بين الإخوة والعائلة، ولهذا فكانت صفات سجلها القرآن الكريم، والأحاديث النبوية عن المؤمنين بالله، وبرسوله، وبشريعته، لذلك أيها الإخوان: فإنني أتقدم إليكم بحبي وإخلاصي سائلاً المولى العظيم أن يجعل محبتنا وإياكم في الله ولله ثم لخدمة وطننا ومواطنينا.

أيها الإخوة:

          إن هذا البلد الطيب له على الجميع حقوق وواجبات، فعلينا أن نُجدد ماضيه، وأن نستنير بهدي من سكنه، صلوات الله وسلامه عليه، وأن ندافع عنه متعاونين، وأن ننشر دعوته فيما بيننا قبل كل شيء، ثم في أرجاء العالم بأسره.

أيها الإخوة:

          كما وإن لكم أيها الإخوة الفضل في جوار مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإن هذا الفضل يستوجب منكم أن تكونوا خير دعاة، وخير مثل أعلى لما جاء به، صلوات الله وسلامه عليه، من لدن ربه.

إخواني:

          إن ما قمنا ونقوم به في هذا البلد الأمين، أو في غيره من أنحاء بلادنا، ما هو إلا واجب علينا مفروض، نؤديه لأمتنا ووطننا، وليس على ذلك شكر، وإننا ندعو الله، سبحانه وتعالى، أن يعيننا وإياكم في أداء ما أوجب علينا من خدمة ديننا وأمتنا ووطننا.


1. أم القرى العدد 2062 في 10 ذو القعدة 1384 الموافق 12 مارس 1965

<1>