إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



خطاب سمو الأمير فيصل
في احتفال الشعب باستقبال سموه في جرول
(أم القرى العدد 1191 في 20 صفر 1367 الموافق 2 يناير 1948)

مواطني الأعزاء

          إني وإخواني نشكر لكم هذا الشعور، الفياض بالمحبة والولاء. ولست في حاجة أن ألهب فيكم نار الحماس، أو استنهض فيكم الهمم، ولست في حاجة أن أوضح لكم ما دار في هيئة الأمم المتحدة، فكلكم على علم بذلك. وإنما الشيء الوحيد، الذي أحب أن أؤكده لكم، هو أن ممثليكم، وأقصد، بذلك، ممثلي الدول العربية في هيئة الأمم المتحدة، قد بذلوا فوق المستطاع؛ لإيضاح عدالة قضيتهم، ولتحقيق الحق، والمحافظة على مبادئ العدل ومبادئ الميثاق، الذي تعاهدنا، وأقسمنا بالمحافظة عليه، والتمشي على أسسه، وإنما لسوء الحظ، ومع الاعتراف من الكل بعدالة قضيتنا، حتى ممن صوتوا ضدنا، فقد تغلب الباطل، لوقت ما، ولحين من الزمان، ولكن الحق سيعلو؛ لأن للحق أنصاراً، وسيعلو الحق لأنكم، أيها الأعزاء من أبناء المملكة العربية السعودية، وأبناء سائر الأقطار العربية، وسائر الأقطار الإسلامية، تؤيدون الحق، ولن يضيع حق أنتم في طلبه.

مواطني الأعزاء

          أؤكد لكم أننا، إخواني وأنا، وحينما أقول إخواني، أتكلم باسم الجميع، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي، مولاي ولي العهد المعظم، سنكون بعون الله، تحت ظل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم وإرشاداته الحكيمة، خداماً لهذه الوطن، نتأسى كل ما يصلح الوطن وينهض بالأمة، وسنكون معكم يداً بيد، وكتفاً بكتف، في سبيل خدمة القضية، التي كلنا نخدمها ونتحسس لها، وأقصد بذلك قضية العرب أجمعين، وهي قضية فلسطين، العزيزة على كل نفس، المحببة إلى كل قلب. ومهما كان للباطل من صولة، فإنه سيضمحل، وستبقى فلسطين عربية، مهما فعل الباطل، وستظل، إلى الأبد، عضواً عاملاً في جسم الأمة العربية.