س:

كنتم قد تفضلتم أثناء تشرفي بمقابلة سابقة ببيان المشروع الذي قدمتموه لحل قضية اليمن، وخلاصته هي قيام دولة مؤقتة تشرف على استفتاء، فماذا كانت ردة فعل الجانب اليمني الملكي من هذا المشروع إذا سمحتم؟

ج:

هذه النقط أود أن أوضحها للإخوان، حتى لا تكون مدار تفاسير أو تأويلات تؤول على غير حقيقتها، مثل ما هو معلوم، أننا في الإسكندرية، اتفقنا ونشر هذا الاتفاق، وقد وضعنا نحن وإخواننا في الجمهورية العربية المتحدة كوسطاء لدى الأطراف المعنية في اليمن، وأرجو من الإخوان أن ينتبهوا إلى ما أقوله، حتى لا يكون هناك تفسير، أو زيادة كلام، أو نقص، حتى لا تفسر كلماتي بغير ما أقصد، يعني هذا الوضع الذي وضعنا فيه الاتفاق، جعلنا نسعى لما نراه فيه الخير لإخواننا في اليمن، ولما نأمله من إنهاء الأحوال غير المرضية أو المحزنة في اليمن في الوقت الحاضر، فعقب هذا، كما تعلمون، اجتماع "أركويت" في السودان بين ممثلين عن الجمهوريين اليمنيين، وعن الملكيين، وحضر هذا الاجتماع إخواننا من الجمهورية العربية المتحدة، ونحن كمشرفين وكوسطاء؛ لأن وضعنا كان وضع الوساطة. هذا المؤتمر تمخض عن اتفاق على نقطتين؛ الأولى: وقف القتال في اليمن، والثانية: التهيئة لعقد مؤتمر من الجانبين الذين يتناقشون فيما بينهم، ويبحثون ويقررون ما يرونه لصالح بلدهم وأمتهم، نحن - كوسطاء - رأينا من الواجب علينا أن نسعى لما نعتقد بأن فيه شيئاً من الحلول التي يمكن للطرفين أن يقبلاها، ولذلك تقدمنا بمقترحاتنا، وليس تقدمنا كمحاولة لفرض شيء على اليمنيين؛ لأن هذا ليس بحقنا نحن، ولكن كمحاولة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة في اليمن، وهذه المقترحات طبعاً تقدمنا بها لإخواننا في الجمهورية العربية المتحدة، حتى إذا اتفقنا عليها نحن الاثنين، نتقدم بها مجتمعين للمؤتمر الذي سينعقد كمحاولة، كما قلت، لتقريب وجهات النظر، وأن المؤتمر يخرج بمقررات يمكن أن تكون مقبولة لدى الجميع، هذا المقترح ينطوي على أن المجتمعين إذا وافقوا يقررون إيجاد دولة يمنية، هذه الدولة تتكون من مجلس رئاسي يكون من خمسة أو سبعة أعضاء، يكون بجانب هذا المجلس مجلس وزراء يتفق على عدد أعضائه، وبجانب هاتين الهيئتين يكون هناك مجلس استشاري، ليساعد على إدارة الحكم، والإشراف على التنفيذ، هذه الحكومة أو هذه التشكيلة تستمر لمدة ستة أشهر أو سنة كفترة انتقال، يجري في هذه الفترة انسحاب القوات المصرية من اليمن، وتتوقف المملكة  السعودية عن إعطاء أي مساعدات حربية أو عسكرية للملكيين، وحينما يتحقق الهدف المذكور، وهو انسحاب القوات المصرية، وتوقف المملكة العربية السعودية عن المساعدات، تقوم هذه الحكومة أو هذه الإدارة المؤقتة بإجراء استفتاء عام في اليمن ويصوت الشعب اليمني على ما يريده من نظام أو حكم، أو أي شكل من الأشكال يرتضيه. أو يرغبه الشعب اليمني، وبعد هذا الاستفتاء الحر الخالي من