إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



سبحانه وتعالى هو خالق البشر، وهو مكون الكون، فلا يمكن أن يستن لهذا الكون شريعة ويأمر باتباعها، ويكون فيها ما يختلف مع مصلحة هذا البشر.

          إننا أيها الإخوة: نقوم بوضع المخططات ووضع التنظيمات والترتيبات، مستهدفين صالح الامة، ومستنيرين، في كل أعمالنا، بشريعتنا الإسلامية، وإن لدينا الآن مخططاً شاملاً لمستقبل زاهر، بحول الله وقوته، ولسنا ممن يقول: سوف نعمل، ولكننا تعودنا، بحول الله وقوته، أن نقول: عملنا، ولذلك فإنني أؤجل الإيضاح عن هذه المخططات إلى أن تصبح في حيز التنفيذ، وتنشر للإخوة وللأمة أجمع. إن بناء الطرق سائر في طريقه، وإن التنقيب عن مصادر المياه سائر في طريقه، وإن التنقيب كذلك عن المعادن وعن الثروات الطبيعية سائر في طريقه، وكما قلت: لا أريد، في هذه اللحظة، أن أعدد ماذا عمل، وماذا سيعمل، ولكنني أرجو من إخواني، سواء في هذا الحفل، أو في البلاد، أن ينتظروا إلى أن تنتشر لهم نتائج هذه الأعمال، بحول الله وقوته، وأرجو أن يكون ذلك بأسرع ما يمكن، حتى يروا ماذا يعمل، وماذا يخطط، وماذا ينوي عمله، وتحقيقه بحول الله وقوته.

          إننا أيها الإخوة: اخترنا لنظامنا الاقتصادي النظام الحر، وفي اعتقادنا أن هذا، علاوة على أنه يتفق تمام الاتفاق مع شريعتنا الإسلامية، فإن فيه إفساح المجال لكل الكفاءات من الشعب والجمهور، بأن يبذل كل شخص، وكل مجموعة مجهوده، في سبيل الصالح العام، وأن لا نقيد حرية إنسان في أن يستهدف في عمله وفي اتجاهه ما يرى أن فيه صالحاً عاماً، ولكن هذا لا يعني أننا نترك الحبل على الغارب، إذا رأينا ما يستوجب التدخل، وإذا رأينا أن فيه اتجاهاً لشخص أو جماعة بما يضر المجتمع، أو بما يضر الغير، فإننا هناك نتدخل بحسب الشريعة الإسلامية؛ لإصلاح الفاسد، ولتقويم المعوج، ولإحقاق العدالة الاجتماعية بين الجميع.

          أيها الإخوة الكرام: لا أريد أن أطيل عليكم في هذه المناسبة؛ لأن سعادة المحافظ قد كفاني مؤونة الإيضاحات والتدليل على كل ما هو لازم، وكل ما ينبغي أن تعرفوه، ولكنني لا أريد أن أترك الكلمة قبل أن أوجه رجاء لإخواني المواطنين من أصحاب رؤوس الأموال، ومن القادرين، ومن المفكرين، على أن يتكاتفوا، وأن يتعاونوا، وأن يسهلوا للحكومة طريق الصلاح، وأن يعاونوها على ذلك، وأن يندمجوا معها في سبيل الصالح العام، وفي خدمة هذا البلد الطيب، والشعب الكريم، وإنني أرجو الله مخلصاً أن لا يفوت طويل من الزمن، إلا ونكون قد حققنا ما تمناه ويتمناه كل مخلص لهذه البلاد ولهذا الشعب، من خير عميم، ومن إيجاد كل ما تحتاج إليه البلد، سواء في نواحيها الثقافية، أو الصحية، أو العمرانية، أو الاقتصادية، أو الاجتماعية، وكل ما يحتاج إليه البشر فإن هذا البلد الطيب لا يمكن أن يعمل فيه إلا طيب، بحول الله وقوته، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً لما يرضي وجهه قبل كل شيء ولما فيه صالح أمتنا ووطننا.

          والسلام عليكم ورحمة الله.


<2>