إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الفيصل في مجلس الشيوخ في إيران(1)

          صاحب الجلالة، دولة الرئيس، أصحاب السعادة، يسرني في هذه المناسبة أن أتقدم بشكري العظيم لحضرة صاحب الجلالة الشاهنشاه المعظم الذي أتاح لي هذه الفرصة لأتحدث إليكم، لا كأجنبي، ولكن كزميل لكم يشترك في المسؤولية، وفي اتجاه واحد، وفي غرض واحد، وهدف معلوم.

          يا صاحب الجلالة: إن لكل هدفه، وإن لكل أمة اتجاهها ومصالحها، فإذا نظرنا إلى الأمة العربية والأمة الإيرانية؛ لا نجد هناك أي خلاف، نفس الأهداف، ونفس المصالح، وهناك ما هو أهم وأعظم من ذلك، عقيدتنا الإسلامية التي تربطنا جميعاً مع كثير من أمم العالم، لا يقل مقدارها عن ثلث سكان العالم، يا صاحب الجلالة: إننا في حاجة اليوم إلى التعاون والترابط لإصلاح ديننا والنهوض بأمتنا، وإصلاح أوطاننا، أكثر بكثير من أي يوم مضى في تاريخ البلاد، وإنه لمما يسرني ويثلج صدري أن أجد من جلالتكم الرائد لهذا الاتجاه، والمصلح الساعي لإصلاح دينه وأمته ووطنه، ويزيدني سروراً ما أراه من التفاف شعبكم حولكم التفاف محبة لا خوف، والتفافة رجاء لا احترام فقط، وإنما عمل واحترام ومحبة خالصة من قلوبهم، إن هذا الشعور يا صاحب الجلالة: إن دل على شيء، فإنما يدل على ما لجلالتكم في قلوب شعبكم من محبة، وكذلك يدل على ما تقومون به وتجهدون أنفسكم فيه في خدمة هذا الشعب في نواحي دينه وإصلاح وطنه.

          أيها السادة، إننا في هذا العصر، نتعرض لتيارات وموجات من الاضطرابات والانحرافات، مما يدعونا إلى التمسك بأصول ديننا والتعاون على ما فيه إصلاح أمتنا ووطننا، إن الإصلاح أيها السادة: ليس مرتبطاً بنظام مخصوص، ولا بمذهب مخصوص، ولا بشخص أو أشخاص مخصوصين، وإنما الإصلاح مرتبط بما يهدف إليه هذا الشخص أو هذه الأمة، وبما يتبعونه من أعمال صالحة، وما ينتجونه من ثمرات نافعة، ولقد مرّ على أسماعنا أيها السادة، نعوت وأوصاف لمذاهب وشعارات، منها ما يوصف بالتقدمي، ومنها ما يوصف بالرجعي، ومنها ما يوصف بين ذلك وبين، ولكننا أمام التجارب، وأمام تتبع الأحداث نجد الفرق ـ ما يتبع في بلاد وأخرى إن الإصلاح معلوم، وإن البناء مفهوم، وكذلك فإن الهدم والتخريب معلوم، فلا يمكن لجو يسوده الاضطراب، وتسوده القلاقل، وتسوده الشحناء، ويسوده التنافس على المناصب وكراسي الحكم، أن يكون عنده فرصة لإصلاح أو بناء أو سير في سبيل التقدم والرقي، ولحسن الحظ إن ديننا الحنيف وشريعتنا السمحاء، قد أوضحا


1. أم القرى العدد 2101 يوم 24 شعبان 1385 الموافق 17 ديسمبر 1965

<1>