إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



          ووضع جلالته بهذه المناسبة النقاط على الحروف حول الدعوة الإسلامية التي يقوم بها جلالته، وأوضح موقفه مما يقال حول هذه الدعوة فقال:

          يقتضي التفريق، أولاً، بين الدعوة الإسلامية، والدعوة إلى عقد مؤتمر الذروة الإسلامي، فالدعوة الإسلامية هي في دمنا وأعناقنا منذ ولدتنا أمهاتنا؛ لأنها تنبثق من صميم عقيدتنا الراسخة التي كرسنا لها حياتنا واتخذناها شعاراً على عَلَمنا.

          وأما الدعوة لعقد مؤتمر الذروة الإسلامي، فإنما نقوم بها تلبية لما كلفنا به المؤتمر الإسلامي، الذي عقد في مكة المكرمة أثناء موسم الحج المنصرم، نتيجة تبني المؤتمر المذكور توصية تقدم بها الأخ رئيس جمهورية الصومال.

          واستغرب جلالته أن تسيء بعض الدول العربية والإسلامية تفسير هذا العمل.

          وقال جلالته: لقد كانت معظم هذه الدول ممثلة تمثيلاً رسمياً في المؤتمر الإسلامي المذكور، وعلى مستوى وزاري بالنسبة لبعضها، وصوتت صراحة على هذا الاقتراح الوارد بنص صريح في مقررات المؤتمر، وأما عن توجيه الدعوة لمؤتمر الذروة المذكور قال جلالته:

          لم يتقرر حتى الآن شيء نهائي بخصوص كيفية توجيه هذه الدعوة، والمصدر الذي تصدر عنه، فمن المعلوم أن مثل هذه الدعوة لا تصدر، عادة، من شخص واحد، بل عن مجموعة أشخاص أو عن هيئة أو مجموعة هيئات، وهذا ما سيتقرر بعد أن تنتهي مجموعة الاتصالات بين رؤساء الدول والحكومات الإسلامية التي كلف بعض الرؤساء المسلمين بالقيام بها، والتي تشكل جولتي واتصالاتي جزءاً منها.

          واختتم جلالته حديثه بقوله:

          وأما إذا كانت التيارات الإلحادية العالمية، ومن يتستر وراءها تريد أن تتخذ من هذه الدعوة وسيلة للحد من نشاطنا في مجال الدعوة الإسلامية العقائدية، وفي التعريف بالمبادئ الإنسانية التقدمية للدين الإسلامي الحنيف، فقد خاب فألها؛ لأننا، بإذن الله، قادرون على مجابهة هذه التيارات الهدامة، التي لا تزال تشوش على العاملين لفكرة السلام الإنسانية، مهما تعددت مصادرها، والاتجاهات التي تصدر عنها.


<2>