إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة للفيصل قبل مغادرته السودان(1)

إخواني أبناء الشعب السوداني النبيل

          لا يسعني، وأنا أغادر هذا البلد الصديق المضياف، إلا أن أتقدم بوافر الشكر، وعظيم التقدير، لما لاقيته من حفاوة بالغة، وترحيب حار، من أبناء شعب السودان النبيل في مختلف المدن والأقاليم التي زرتها أو مررت بها، إذ وجدت شعباً متمسكاً بعقيدته الإسلامية السمحاء، ومحافظاً على تراثه العربي الأصيل، تنير الطريق أمامه قيادة مخلصة واعية، تسير به نحو ذرى المجد وثرات العزة والكرامة، ولقد كان مثار فخري واعتزازي ما شاهدته أثناء زياراتي من جحافل المسلمين يمرون أمامي ويرددون كلمة، الله أكبر، مما زاد في يقيني بأن هذا البلد، بموقعه الجغرافي بين العالم العربي والعالم الأفريقي، سوف يقف منتصباً كالجبل الأشم، تتحطم على صخوره الصلدة جميع التيارات المتباينة التي تجتاح عالمنا الحائر المضطرب، والتي لا تمت إلى معتقداتنا ولا واقعنا بصلة، وسيكون الحلقة القوية بين سلسلة اتصالاتنا مع العالم الأفريقي والمتطلع إلى حريته وسيادته الكاملة، ولقد شعرت، وأنا في بلدي السودان، بأني حللت بين أهلي وعشرتي، ولولا اضطراري للسفر لبلدي للسهر على خدمة الحجاج، لمددت هذه الزيارة أياماً طويلة، وإنه ليشرفني أن أمثل بلداً هو معقل للإسلام ومبعث الحضارة، ومنه انطلق النور الذي أضاء للعالم طريق الهداية، وللبشرية سبل الرشاد، وعلينا أن نتمسك بتعاليم ديننا الحنيف والدعوة اليه.

          جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ولا يذكر إلا أولى الألباب.

          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


 


1. أم القرى العدد 2113 في 26 ذو القعدة 1385 الموافق 18 مارس 1966

<1>