الفيصل يوجه كلمة إلى الشعب الباكستاني⁽¹⁾

          إخواني؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد

          فإنه يسعدني أن أبعث إليكم بخالص الشكر ووافر التقدير، لما أحطتموني به من حفاوة بالغة وكرم أصيل في نفوسكم، انبعثا من قلوب عامرة بالإيمان، معتزة بتراثها الإسلامي، تربطها بأفئدة إخوانها أبناء المملكة العربية السعودية أواصر الدين والتاريخ والثقافة ووحدة الآمال والآلام، وإنه لمن دواعي سروري واغتباطي، ومبعث فخري واعتزازي، أن أنعم بلقاء شعب شجاع مسلم أقام دولته على أساس الشريعة الإسلامية السمحاء، الذي استمد من تعاليمها قوته، ومن معينها، الذي لا ينضب، نظمه وسياسته، ولقد أعجبت لما شاهدته في هذا البلاد من نهضة شاملة عمت جميع المجالات الحيوية، تقوم على تنفيذها حكومة واعية رشيدة تسير بوحي من رئيسها المقدام، ورائدها البطل. فخامة الأخ الرئيس المشير محمد أيوب خان، الذي نذر نفسه لخدمة بلده والوصول بشعبه إلى ذرى المجد والعزة والكرامة، وإن الشعور النبيل الفياض والأخوة الإسلامية السمحاء التي لمستها من مختلف الفئات والمسؤولين تركا في نفسي أجمل الأثر وأطيب الذكرى في زيارتي لهذا البلد العريق المضياف. وزاد في اعتقادي بأصالة هذا الشعب ورسوخ إيمانه وتمسكه بالعقيدة الإسلامية المتأصلة في نفوس أبنائه، وما من شك أن ما لاقيته من حفاوة وترحيب، يرجع في الدرجة الأولى، إلى البلد الذي أمثله وهو قبلة المسلمين التي شرفنا الله بخدمتها والسهر على راحة حجاج بيت الله الحرام، وبهذه المناسبة يسعدني أن أحمل للشعب الباكستاني النبيل تحيات وتمنيات الشعب العربي السعودي بالتقدم والاذدهار، ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر للأفراد والجمعيات والهيئات الذين أرسلوا إلي سيلاً من برقيات التأييد وبمناصرتهم للدعوة الإسلامية التي هي غاية كل مؤمن بربه متبع لتعاليم دينه، سائلاً المولى، سبحانه وتعالى، أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، ويوفقنا جميعاً لخدمة هذا الدين، واتباع تعاليمه عملاً بقوله تعالى: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ (التوبة:105)،  وقال عز وجل: إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَم (الإسراء:9). وأسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويلهمنا الرشد والسداد إنه على كل شيء قدير.

1. أم القرى العدد 2118 في 9 محرم 1386 الموافق 29 أبريل 1966

<1>