إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



إخواني:

          إذا كنا قد قوبلنا في جميع الأقطار التي زرناها بكل حفاوة وإكرام وحسن قبول، فذلك لأننا نمثلكم أنتم أيها الإخوان، نمثل شعباً نذر نفسه لدينه، ولخدمة وطنه وأمته، وللعرب أجمعين.

أيها الإخوان:

          إنني كفرد لو لم أكن فرداً منكم، وانتمي إليكم لما كنت شيئاً، وإنني حينما أعمل، أو أصرح، أو أتكلم، فإنما أعتمد بعد الله عليكم؛ لأنكم أنتم أيها الإخوان، أنتم الحصن الحصين الذي اختاره الله سبحانه وتعالى، وأكرمه وأنعم عليه، فبعث منه النبي الرسول الأمين صلوات الله وسلامه عليه، وحملكم أيها الإخوان، أمانة إبلاغ هذه الرسالة، بعد أن اختار لنبيه صلوات الله وسلامه عليه جواره الكريم.

          إننا أيها الإخوان حينما ندعو إلى تقارب الامة الإسلامية، وتعاون الشعوب الإسلامية، والقيام بما يجب علينا تجاه ربنا سبحانه وتعالى فإنما نفعل ذلك لمصلحتنا نحن أيها الإخوان، وإلاّ فإن الله سبحانه وتعالى غني عنا، وسبحانه وتعالى ينصر من ينصره، فحينما يقول سبحانه وتعالى: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (الروم:47) فإنما افترض حقاً على نفسه لنصرة من ينصره، ونصرتنا لله ليس لأن الله في حاجتنا، ولكنها في اتباع ما يأمر به، واجتناب ما نهى عنه، وفعل ما يرضيه سبحانه وتعالى.

          أيها الإخوة الكرام: إخواني إنني اسمع من يذكر فلسطين العزيزة، وإنني لا أريد أن أتكلم أو أطيل في هذا المجال لأن الكلام ليس بعادتكم أيها الإخوان، ولا بعادتنا، ولكنني أقول كلمة واحدة إذا كان العرب مخلصين وجادين وعازمين على تخليص فلسطين، فستكونون أيها الإخوان في المقدمة، ولن تكونوا في المؤخرة.. إن الخطب الرنانة والتصريحات المثيرة ليست من أخلاقكم وأنا واحد منكم.

إخواني:

          إنني عاجز عن أن أصف لكم ما شعرت به حينما عدت إليكم، ولقد كنا في الغرب على مسافة آلاف الأميال، ولكن اقسم لكم بالله أننا كنا دائماً متطلعين إليكم ونحنّ إليكم.

<2>