إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



فنحن نعتبرها كلها قطاعاً واحداً وإننا، ولله الحمد، لفي نعمة وفي خير وإن كان من طبيعة الأمور أن تواجهنا بعض المشاكل، ولكننا، ولله الحمد، نتغلب عليها؛ لأننا لا نقصد إلا الصالح العام، ومن قصد الصالح العام بإخلاص وأمانة فسيصل إليه؛ لذلك فإننا دائماً ننظر إلى التنمية الاقتصادية بأنها أولى مهام الدولة التي يجب عليها أن تركز عليها كل الجهود، وكذلك نحن دائماً في شغل وفي عمل لأن نوجد للبلاد موارد متعددة ولا نستند إلى مورد واحد أو موردين ربما يحدث لها أو يصيبها بعض التأخر أو بعض الخلل ولذلك فنحن متجهون ـ وأظن أن المسؤولين عن هذه المسائل قد أبانوا كثيراً في هذا الموضوع ـ متجهون إلى التعدين، متجهون إلى الزراعة، متجهون إلى الموارد الأخرى كبناء صناعات أخرى مثل صناعة الحديد وخلافها، ولذلك نحن سائرون، بحول الله وقوته، إلى أن نوجد بتوفيقه تعالى لهذه البلاد موارد ثابتة لا تتأثر بهزات خارجية ولا تتأثر  بما يصيب العالم اليوم من مشاكل اقتصادية أو مشاكل سياسية، ولهذا السبب فنحن جادون ونستورد الخبراء من جميع أنحاء العالم، ونستورد الرجال الذين يفهمون ولهم دراية بهذه المسائل ونستعين بخبرتهم وهذا، إن شاء الله، بصورة مؤقتة إلى أن نصل إلى الوقت الذي يكون لدينا الاكتفاء الذاتي بخبرائنا وبفنيينا وبأبناء وطننا الذين يحملونها. وحينما نصل إلى هذه الغاية، بحول الله وقوته، ونحن واصلون إن شاء الله، سنكون كذلك في خدمة من يحتاج إلى خدماتنا من إخواننا العرب المسلمين في كل قطر إذا احتاجوا إلى هذه الخدمات، فنحن لن نبخل عليهم بشيء، ونحن نعتبر أن التعاون بيننا وبين إخواننا المسلمين والعرب في كل أقطار العالم تعاون أساسي لخير ديننا وشعوبنا. ولذلك فحينما ندعو إلى تعاون المسلمين، عربهم وخلافهم، فلسنا ندعو إلى أغراض خاصة أو إلى أهداف خاصة، وإنما ندعو هذه الشعوب وهذه الدول أن تنظر في مصالحها وأن تتعاون فيما بينها لما فيه صالح أبناء وطنها وشعوبها، وليس هناك لا برنامج ولا جدول أعمال ولا غاية خاصة، وإنما هناك فكرة وهي صالح هذه الشعوب المسلمة عربية وغير عربية، وأن نسعى جميعاً إلى التعاون لتحقيق هذه المصلحة. هذا كل ما نهدف إليه ومهما قيل عنّا ومهما روي ومهما كُتب، فنحن لن نلتفت إلى شيء من هذه الأشياء؛ لأننا، ولله الحمد، واثقون من أنفسنا، ونرجو من الله، سبحانه وتعالى، لنا جميعاً الهداية، وأن يبصرنا جميعاً في أن ننظر إلى صالحنا في ديننا ودنيانا ونتبع هذا الصالح ونترك ما هو طالح وأن نتعاون فيما بيننا إلى ما فيه خير وطننا وشعوبنا هذا كل ما ندعوه ونرجو من الله، سبحانه وتعالى، أن يوفق الجميع له. ولا يفوتني بهذه المناسبة بأن أؤيد سعادة المحافظ فيما توجه به إلى المواطنين بأن يستعملوا مدخراتهم ويستعملوا مجهودهم وكل شيء للصالح العام وبناء هذا الوطن العزيز علينا، فنحن إلى الآن لا نعتبر أنفسنا أننا وصلنا إلى شيء من الأهداف التي نتطلبها، ولكننا، بحول الله وقوته، في الطريق، فنريد بمجهود المجموعة كلّها أن تصل إلى الغايات التي كلنا نطمح إليها فحينما يشترك مجهود المواطنين مجتمعين ومجهود الدولة وتتجه إلى اتجاه في البناء والتعمير؛ فإنّ الله، سبحانه وتعالى، ضامن لنا النجاح وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُه(التوبة: 105)،

<3>