إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



لدن المجموعة الدولية، وأخيرا بمعاهدة منظمة المؤتمر الإسلامي لمكافحة الإرهاب والوقاية منه، التي من شأنها أن تعطي مدلولاً سياسياً وعملياً لأمن الدول الإسلامية وتضامنها.

          ولا يفوتني أن أعبر عن خالص تقديرنا وعرفاننا للخدمات المعتبرة، التي قدمها الدكتور عز الدين العراقي لمنظمة المؤتمر الإسلامي، خلال الأربع سنوات، التي قضاها على رأس الأمانة العامة وأن أجدد التهنئة لخلفه أخي وصديقي عبد الواحد بلقزيز، الذي يتأهب لاستلام الأمانة متمنياً له كل التوفيق والنجاح في كل ما يبادر إليه؛ خدمة لمصالحنا وقضايانا وطموحاتنا المشتركة.

          السيد الرئيس..

          إن الأحداث التي شهدتها القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة لا تقل خطورة عن حريق المسجد الأقصى، وتأتي لتعيد إلى أذهاننا بأن الطريق نحو الوفاء بالعهد الذي قطعناه في الرباط لم يصل بنا بعد إلى الهدف المنشود. لقد ذهبت سلطات الاحتلال الإسرائيلية بعيداً في العجرفة والعنجهية والتعنت إذ استفزت آليات الموت، التي نراها تحصد عشرات الأطفال الأبرياء، الذين يئسوا من مسار سلام لم يجنوا منه إلا التعسف والمعاناة.

          لقد ساندنا مسار السلام في الشرق الأوسط لقناعتنا أولا بأنه يمثل أسلوباً حضارياً لا بديل له في حل أعقد الأزمات، ثم من منطلق تضامننا المطلق مع الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى، التي ارتضته وسيلة لحل النزاع العربي - الإسرائيلي. فلقد تأكد اليوم للعالم أجمع أن إسرائيل غير مهتمة بالسلام، وليست لديها الإرادة المخلصة في عقد مصالحة تاريخية مع العرب. وأمام مخاطر التصعيد، التي تحملها هذه الأحداث المأساوية، فإن إسرائيل تتحمل وحدها تبعات جر المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه.

          ويؤسفنا أن تراق دماء الفلسطينيين الطاهرة، لكي يتحرك المجتمع الدولي، ويتحرك أولئك الذين لهم مسؤولية مباشرة على مسار السلام في الشرق الأوسط، وليتفهموا بأن لا سلام في هذه المنطقة بدون تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الثابتة والمشروعة، بما في ذلك حقه في تقرير المصير، وفي إقامة دولته الوطنية بعاصمتها القدس، وأن السلام الدائم لن يتحقق من دون الإقرار بما لسورية وللبنان من حق ثابت في استرجاع كافة أراضيهما الواقعة تحت الاحتلال.

          السيد الرئيس..

          لقد جاءت الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط لتضع على المحك تضامننا وقدرتنا على اتخاذ موقف سياسي جماعي وحازم، يكون في مستوى خطورة الوضع. وما يزعجنا هي هذه المفارقة بين إمكانياتنا البشرية والمادية الضخمة والمصقولة بروابط روحية لا تنفصم من جهة، وتضاؤل وزننا وتأثيرنا ككيان سياسي واقتصادي في عملية صنع القرار الدولي من جهة أخرى. فوعينا الجماعي بتبعات العولمة وتهديداتها لمقوماتنا الحضارية والعقائدية شرط ضروري، ولكنه غير كاف إذا لم

<2>