إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



يصاحب ذلك خطوات عملية وملموسة لتجنيد طاقتنا الجماعية لكي لا يتركنا قطارها على حافة الطريق.

          السيد الرئيس..

          لقد أضحى إلزاماً علينا أن نعمل على ترتيب البيت الإسلامي وتحصينه وتنقية أجوائه من كل الشوائب، التي تلهينا عن الاضطلاع لمسؤوليتنا التاريخية والتفرغ الجدي للتحديات، التي يفرضها هذا العصر. علينا أن نسترجع الثقة في أنفسنا لبناء علاقات فيما بيننا، تتغذى من وعينا بالمصير المشترك، علاقات قائمة على التفاهم وعلى التعاون والتكافل. وبناء على هذا التصور نفسه نعتقد اعتقاداً جازماً بأن قيام التضامن والتآزر الإسلامية سيضل يعتريها التناقض، ما دامت هناك دول وشعوب إسلامية ترزح تحت وطأة عقوبات جائرة من العراق إلى ليبيا، مروراً بالسودان والجمهورية الإسلامية الإيرانية. كما أن أمن الدول الإسلامية واستقرارها يتطلبان منا أن نعير الاهتمام الكافي لكل الشعوب الإسلامية، التي يفتك بها المرض والجهل، وتعاني من التشرد جراء نزاعات داخلية مدمرة.

          لقد حان الوقت للتفكير في السبل، التي تمنح دوراً أكبر لمنظمة المؤتمر الإسلامي. كما أن ترتيب أمورنا الداخلية يملي علينا أن نعلن ثورة لا تلين في وجه الممارسات المنحرفة، التي تتخذ من الإسلام ذريعة لضرب استقرار الدول الإسلامية. لقد وجدت الجماعات الإرهابية، هذه التي استباحت دماء المسلمين وأعراضهم، في جهل شعوبنا وفي تخلفها، وفي أحوالها الاجتماعية المزرية، أرضية خصبة للترويج لأفكار ومذاهب تدير ظهرها للتطور، التطور الذي هو سنة الله في خلقه. ومن هنا تتضح مسؤولية علماء الأمة الإسلامية ودور الاجتهاد بمعناه الواسع، أي الذي يقترن فيه تنوير الفرد المسلم بأمور عقيدته، يسعى من أجل امتلاك قدرة التحكم في التكنولوجيات الحديثة.

          السيد الرئيس..

          إن التطرق لكشف المآرب المشبوهة لجهات مغرضة، وإحباط مخططاتها، لم يعد اليوم مسؤولية المسلمين وحدهم، ذلك أن القضية تتعلق بانسجام البشرية وأمنها ورفاهيتها. وأن الأمر يتعلق كذلك بإرادة واضحة في إطالة عمر الحرب الباردة عن طريق اختلاق عدو وهمي في الإسلام والمسلمين. ولقد سبق لي وأن أعلنت، في مناسبة قبل هذه، بأن حضارة الغرب اليوم ليست حضارة إسلامية مسيحية أقل منها حضارة يهودية مسيحية، إذا أخذنا بعين الاعتبار الإسهام النقدي، الذي قدمه العلماء المسلمون في خروج المجتمعات الغربية من دياجير القرون الوسطى، وفي قيام النهضة الأوروبية. لقد اخترنا فيما يخصنا أن ننضم إلى مساعي الإرادات الخيرة في العالم، التي عقدت العزم على ألا تقوم جدران أخرى بين الحضارات وبين الثقافات بعد سقوط جدار برلين.

          لقد شقت فكرة الحوار بين الحضارات، طريقها، وبدأت ترسخ وتفرض نفسها يوما بعد اليوم. ويكفي العالم الإسلامي فخراً أن يكون هو المبادر إلى هذا المشروع النبيل والطموح، فالحوار الذي

<3>