إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



نريده يرمى إلى بناء مجتمع دولي تنتزع منه الأنانية. إننا نطمح إلى إدخال نوع من الإنصاف في نظام العلاقات الدولية بشكل عام، وإلى نبذ التمييز والانتقائية، اللذين يطبعان اليوم مقاربة بعض القضايا الحساسة بالنسبة لمستقبل الإنسانية كحقوق الإنسان والنظام الإنساني الدولي ونزع السلاح ومشاكل البيئة وغيرها من المسائل الهامة الأخرى.

          السيد الرئيس..

          لقد كرست قمة لاهور التاريخية الجانب الاقتصادي كأحد الأبعاد الأساسية لعمل منظمة المؤتمر الإسلامي، وذلك وعياً من قادة الدول الإسلامية بأن العمل الإسلامي المشترك سيظل هشّاً، ما لم يتعزز برفاهية اقتصادية ونهضة علمية وتكنولوجية. لقد طرأت تغييرات جذرية في تركيبة العالم السياسية والاقتصادية، وأخذت الأمور منحى خطيراً بالنسبة للعالم الإسلامي. ولعل من أبرز سمات هذا التغير تراجع دور الدولة في عملية اتخاذ القرار الدولي، وموازاة لهذا، تعاظم نفوذ قوى السوق في توجيه وسير السياسة الدولية. يحدث هذا كله في غياب آليات لمراقبة سياسية ديمقراطية شفافة تضمن تصحيح التناقضات الصارخة، التي تفرزها هذه القوى. ولكي نضمن لتحركنا صدى وفعالية أكبر ينبغي أن ندرج جهودنا ضمن نضالات التجمعات السياسية والاقتصادية، التي ننتمي إليها كمجموعة 77 وحركة عدم الانحياز، وكذا التجمعات الجهوية الأخرى.

          وبخصوص التعاون الاقتصادي بين الدول الإسلامية يتبين أننا لم نقطع أشواطاً كبيرة في مسار الاندماج والتكامل الاقتصادي بين دولنا منذ قمة لاهور. كما أن دور الآليات، التي استحدثت في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي لتنشيط التعاون الاقتصادي بين بلداننا بقى محدوداً.

          السيد الرئيس..

          لقد تمكنت الأمة الإسلامية من صنع ألمع الحضارات الإنسانية بفضل روح التفتح والتفاعل الخصب مع ثقافات الشعوب الأخرى، وبفضل قدرتها على مد جسور التواصل مع الحضارات، التي احتكت بها وعاصرتها. فكان ذلك الإسهام الفاعل الثري مقدمة ومرجعاً لما جاء بعد الحضارة الإسلامية من حضارة الغرب الحديثة والمعاصرة. ولعل هذا الدور هو الذي يجب أن تنتهجه المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، التي صدرت بشأنها قرارات في القمم السابقة.

          سمو الأمير..

          لقد أتينا إلى دوحة السلام، وشهدنا على أن دولة قطر الشقيقة قد حققت تطوراً في جميع الميادين، تطوراً لم يسبق له مثيل منذ استقلالها، نهضة عمرانية واقتصادية وثقافية، يرجع لكم الفضل في إرسائها منذ أن تربعتم على سدة الحكم. هنيئاً لشعبنا القطري الحبيب بقيادته الرشيدة وهنيئاً لقيادته بشعب قومي أبي غيور لا يغفل عما يجري في الساحة العربية وخارجها . لقد أصبحت عاصمتكم بفضل جهودكم الجبارة ملتقى طرق العلاقات الإقليمية والدولية، وقد أعطيتم للدبلوماسية حقها مما تستوجبه من صلابة ومرونة وابتعاد عن كل ارتجال.

<4>