إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



رسالة الملك خالد إلى المواطنين بتقوى الله
(أم القرى العدد 2685 في 6 شعبان 1397 الموافق 22 يوليه 1977)

          "من خالد بن عبدالعزيز إلى من يراه من المسلمين وفقني الله وإياكم لسلوك صراطه المستقيم. آمين.
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
          أما بعد:
          فتعلمون، بارك الله فيكم، أن الله أوجب على عباده الصدق في الأقوال والأعمال، وحرم عليهم الكذب، وتوعدهم على ذلك. قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ وقال تعالى: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ إلى قوله سبحانه وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا. وقال تعالى فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وقال عز وجل: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ.. وقال سبحانه: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ.

          والآيات في الأمر بالصدق، والترغيب فيه، والتحذير من الكذب، والتنفير منه كثيرة. وفي الصحيحين: عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً.
وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا
ً. وقال :
آية المنافق ثلاث إذ حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان والأحاديث في الأمر بالصدق، والتحذير من الكذب كثيرة. وقد بلغنا أن كثيراً من أصحاب المواشي والزروع والثمار لا يقولون الحقيقة فيما يذكرون للعمال إنه عندهم من المواشي والحبوب والثمار؛ من أجل أخذ مساعدة الحكومة، كما بلغنا أن العمال يتساهلون في ذلك، ولا ريب أن هذا من أقبح المنكرات، ومن التعاون على الإثم والعدوان، والله، سبحانه وتعالى، يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ فالذي يشهد للكذاب، ويعينه على كذبه قد تعرض لعقوبة الله؛ لكونه قد أعان على الإثم والعدوان. والذي يأخذ المال بالكذب، سواء كان من بيت المال، أو من غيره قد أكل حراماً وسحتاً، كما أن بعض المعلومات التي تصلنا تفيد بأن بعضاً من الناس، هداهم الله، يستغل بنوك التسليف، والضمان الاجتماعي المخصص للمحتاجين، والمعونات الخاصة التي تصرف لتربية المواشي، فيلجأ إلى التحايل، وتزوير أشياء وهمية، ليتخذ من ذلك وسيلة للحصول على فائدة عاجلة من المعونات التي لا يستحقها. وهذا العمل بما فيه من سوء في الخلق، فإن فيه فساداً واستغلالاً قد يكون له ردود فعل من الدولة تضر بالجميع، وتحجب عن المستحق الحقيقي ما هدفت إليه الدولة من مساعدة من يستحق المساعدة.

          لهذا فإني أحذر كل إنسان متلاعب، وأنصحه، وأوصيه بتقوى الله، والاستقامة، وأن لا يضطر الدولة إلى إجراءات لا نود أن تكون؛ لأن كل إنسان يتساهل في مثل هذه الأشياء، ويثبت أنه وقع فيها يكون قد عرض نفسه لعقوبة الله، ولجزاء الدولة، ورجائي من الله، سبحانه وتعالى، أن يوفقكم لما ينفعكم في أمر دينكم ودنياكم، وأن يصلح أحوالكم، ويبعد عنكم شرور الأنفس، ونوازع الأهواء، فإن الإنسان لا أضر عليه من نفسه وهواه.

          والسلام عليكم، ورحمة الله وبركاته.