إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة للملك خالد بمناسبة اليوم الوطني
(أم القرى العدد 2742 في 27 شوال 1398 الموافق 29 سبتمبر 1978)

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،

          أيها الإخوة الأعزاء، إننا نحمد الله، سبحانه وتعالى، على ما أفاض علينا من نعم، وأكرمنا من رخاء واستقرار، وإنها لفرصة طيبة أن نقف في مثل هذا اليوم لنتذكر؛ فنذكر فضل الله الذي وفق جلالة الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، والرجال المخلصين الذين التفوا حوله، وكان هدفهم جميعاً رفع راية التوحيد، ونصرة كلمة الله، عز وجل، والسير على نهج رسولنا العظيم، ، والسلف الصالح، وحتى ندرك جميعاً أن النصر بيد الله.

          ولقد كان لجهود جلالة الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، وصحبه شرف توحيد هذه البلاد، وجمع كلمتها على الخير والحق، وإنني أسأل المولى، عز وجل، أن يوفقنا  لتكون ذكرى هذا اليوم حافزاً لنا للاستفادة من الخطوات الجادة، التي قام بها جلالة الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، والأهداف الكريمة التي كان يسعى لتحقيقها، حتى وفقه الله إلى توحيد هذا الكيان الكبير.

          ولا شك أن سياسة الملك عبدالعزيز، من صدق، وصبر، وإيمان، وصلاح عقيدة، وسلامة نية، كانت من العوامل التي ساهمت في نجاحه، فقد كان، يرحمه الله، صادقاً مع ربه، ملتزماً بشريعته، مجاهداً في سبيله، كان يسعى لنصرة الله فنصره الله.

          أيها الإخوة الأعزاء، لقد وفق الله مؤسس هذه المملكة، جلالة الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، إلى هذا الإنجاز العظيم، الذي أدى إلى ظهور قوة دولية ذات ثقل إسلامي واقتصادي، لها وزنها وقيمتها، تساهم في رخاء العالم، وفي أمنه واستقراره، وقد خلف جلالة الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، لنا صورة طيبة عن القيادة الحكيمة، ذات الكفاءة الكبيرة، التي حققت لهذه البلاد الرخاء والعزة، والأمن والاستقرار، فواجبنا جميعاً أن نكمل الشوط، ونواصل المسيرة.

          وإنها لفرصة طيبة أن نتذكر فضل الله علينا، ونذكر به أبناءنا وأجيالنا الحاضرة، وأن نعمل بكل إخلاص، ونلتف حول عقيدتنا، ونلتفت إلى تربية أبنائنا؛ ليكونوا مواطنين صالحين مؤسسين على أسس صحيحة من العقيدة الإسلامية، ومتربين تربية إسلامية، تمكنهم من القيام بمسؤولياتهم، وحمل الأمانة الملقاة على عاتقهم في المستقبل؛ فنضمن بذلك اتصال الماضي بالحاضر، واتصال الحاضر بالمستقبل.

          وإننا في الوقت الذي نعتز فيه بما وصلت إليه بلادنا، بتوفيق من الله، من نمو ورخاء وازدهار، حتى أصبح هذا الأمر حديث المجتمعات الدولية، فإننا نتطلع إلى مزيد من التقدم والرقي، والأخذ بأساليب الحياة، وعلينا أن ندرك أيضاً المسؤوليات الملقاة على عاتقنا داخلياً بالتمسك بعقيدتنا، وتربية أبنائنا على أسس من الخير، وخارجياً بالتضامن والتكاتف مع الأشقاء في الدول الإسلامية والعربية.

          وإنني أسأل الله عز وجل أن يوفقنا إلى التمسك بعقيدتنا السمحاء، والعمل بكتاب الله، وسنة رسوله، وإذا كانت الأمم الإسلامية عليها مسؤوليات كبيرة تجاه العقيدة الإسلامية، فإن مسؤوليتنا أكبر؛ حيث قد شرفنا الله بخدمة الحرمين الشريفين.

          كما إنني أحمد الله سبحانه وأشكره على ما أفاض علينا من نعم، وما سخر لنا من أسباب، ونسأله جلت قدرته أن يعيننا على الاستفادة منها لكل ما فيه الخير. والله ولي التوفيق.