إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الملك سعود
إلى المسلمين وإلى الشعب السعودي بمناسبة عيد الفطر المبارك
(أم القرى العدد 1616 في 8 شوال 1375 الموافق 18 مايو 1956)

          من سعود بن عبدالعزيز إلى جميع إخواننا المسلمين عامة، وإلى شعبه السعودي على وجه الخصوص.

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فأحمد الله الذي لا إله إلاَّ هو، وأصلي وأسلم على سيد خلقه، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين. ثم أنتهز هذه الفرصة المباركة، فرصة حلول عيد الفطر السعيد؛ لأبتهل إليه تعالى أن يتقبل منا ومنكم، في مشارق الأرض ومغاربها، صيامنا وقيامنا وعبادتنا، وأن يجعلها خالصة مخلصة لوجهه الكريم إن شاء الله، كما أبتهل إليه تعالى أن يجمع قلوبنا، ويوحد صفوفنا، ويبارك جهودنا فيما ندعو إليه، ونؤمن به من الحق والعدالة والعزة والمجد؛ فإن في تضامن جهودنا جميعاً؛ لتحقيق هذه المثل العليا ما يجعلنا أمة واحدة، عزيزة في أوطانها، مهابة الجانب بين الأمم، كما يتيح لنا أن نشارك، ونساهم في استتباب الأمن العالمي، والسلام الدولي لخير الإنسانية جمعاء. وإننا لنحمد الله على ما أنعم علينا جميعاً من جعلنا أمة وسطاً بين الناس، نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، ونعمل بالمثل الإسلامية العليا، التي حمل العرب مشاعلها إلى البشرية بأسرها؛ لينشروها بين الناس، ويطبقوها على أنفسهم. إن تلك المبادئ الإسلامية العظيمة هي جوهر الإسلام ورسالته، وقد عرفها العالم بأسره من المسلمين، يوم كانوا يدعون إليها قولاً وعملاً، ويطبقونها على أنفسهم قبل غيرهم. لقد ساهمنا منذ فجر المدنية الإسلامية في رفع مستوى البشرية وإسعادها، وكان لنا في تصديق مبادئ ديننا، ودعوة نبينا المساهمة العظمى في تعريف العالم بأسره على تلك المثل الإنسانية الخالدة، التي تلونت بها فيما بعد المدنية الإسلامية في كل مكان. وإن آخر هذه الأمة لن يصلح إلاَّ بما صلح به أولها، ولقد كان أول أمتنا، كما يعلم الجميع، الأمة التي سنت دعوتها الإسلامية العظمى حقوق الإنسان وكرامته. وإننا، ما لم نحافظ على ذلك التراث التاريخي الرائع من حياتنا، لن نستطيع أن نواصل أداء رسالتنا الإسلامية الخالدة؛ لهذا فإنني أدعوكم ونفسي إلى المحافظة على كتاب الله، وسنة رسوله في أقوالنا، وأفعالنا وأن نجعل منها الحجة التي نسير على  هداها وهديها في هذه الحياة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.