إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



خطاب الأمير سعود
في افتتاح دورة مجلس الشورى الجديدة
(أم القرى العدد 1185 في 8 محرم 1367 الموافق 21 نوفمبر 1947)

بسم الله الرحمن الرحيم
          حضرات أعضاء مجلس الشورى المحترمين. أحييكم جميعاً، وأهنئكم بثقة جلالة مولاي الملك المعظم، تلك الثقة، التي أنتم أهل لها، فقد منحها لكم، سنة بعد أخرى، بالنظر لما لقيه، وسائر الشعب، من نتائج أعمالكم وكفاءتكم. ولقد كان جدول أعمالكم، الذي رفعتموه لجلالة مولاي الملك المعظم، عن العام المنصرم حافلاً بكثير من مهام الأمور، التي تساعد على تنظيم الدولة، ورفاهية الشعب، وراحته.

          وإننا وإياكم نستقبل عاماً جديداً. أسأل الله أن يجعله عام خير وإقبال للعالم كافة، ولهذه البلاد خاصة.

          وأود أن أوضح لكم شيئاً من البرنامج، الذي أمام الحكومة وأمامكم، في كل شأن من شؤون العمران، والمعارف، والحج، والصحة، والدفاع. فقد أعد، لكل فرع من هذه الفروع، برنامج وميزانية، سيعرض منها عليكم، كل ما هو في اختصاص مجلسكم؛ لبحثه وإقراره. فهذا مشروع ماء جدة تم بحمد الله.

          وهناك مشروع لإنشاء ميناء في جدة، وكذلك مشروع مد المياه بمكة بالمواسير، لحفظ الماء فيها نظيفاً غير ملوث. وهنالك مشاريع لفتح طرق جديدة للسيارات، من عرفات إلى مكة، وخلافها. كما أن الحكومة تعنى كل العناية، بكل ما يؤدي إلى رفع مستوى المعيشة للسكان، وانخفاض أسعار الأرزاق، وتوفيرها للجميع، وهي باذلة كل الجهد لترفيه الحياة لرعاياها. وكذلك فإن إدارة المعارف تسير في طريقها، وهي تتوسع في مدارسها، وفي موازنتها بشكل مضاعف، سنة بعد أخرى. وكذلك فإن وزارة الدفاع، التي يديرها سمو الأخ منصور، تسير سيراً مضطرداً، في إعداد جيش البلاد، بالشكل الذي يرضى عنه كل مخلص لوطنه، ويفاخر به كل عربي.

          أما سياستنا الخارجية، فأحمد الله إليكم، أنها سياسة قائمة على حسن العلاقات، مع سائر الدول، وكان لنا منها المقام المحفوف بالاحترام. وإن جامعة الدول العربية، التي تأسست وترعرعت، بفضل تكاتف الدول العربية، ستوصل الأمة العربية لأهدافها وأغراضها، إن شاء الله.

          وفي الختام أسأل الله أن يسدد خطانا وخطاكم للخير، ويوفقنا، جميعاً، لخدمة هذا الوطن العزيز، في ظل حضرة صاحب الجلالة، مولاي الملك المعظم، الذي نسأل الله أن يطيل بقاءه، ويحفظه ذخراً للعرب والمسلمين.